المدرسة الجنوبية

> من 67-90 ثلاثة وعشرون عاما كلها أعوام غياث، ولأن الدولة كانت قوية، بقيت 4سنوات بعد 22 مايو "حكومة جنوبية"، ثم عمدت صنعاء حين عجزت عن تفكيك منظومة الدولة الى الحرب في صيف 94.

استمرت "الوحدة "بقوة العسكر من 1994-2007 م، حوالي 13سنة. طيلة الفترة من 2007-2015 م، رفضت المدرسة الجنوبية كل مقررات الشمال.

في الفترة من 2015 م حتى اللحظة الحاضرة كانت مُدّة حرب الشمال بين الحوثي والشرعية التي لم تنتهِ بعد.

اتضح من خلال التواريخ أنه لم تقُم وحدة يمنية طواعية، وإنما فُتِحَ باب الحدود بين الشطرين، وتعاون بين الشعبين.

أما الأربع السنوات الأولى من 90 -94، كانت منحة جنوبية وفاءً للشعار الجنوبي الخالد"لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية".

كان الجنوب عظيما وعاشقا لوحدة الشطرين، لكن صنعاء اغتالت الحُلم.

لايهم الآن وجود الأعداد الكبيرة من أبناء الشمال في المحافظات الثمان، فلقد كان الجنوب دولة وأهل تهامة والحُجرية وغيرهم بين ظهرانينا.

اكتشفنا أن من يحسّون بالقُرب منا يأتون إلينا لطلب العيش والكسب الحلال، وكثيرٌ منهم "شُقاة" ويمارسون حياتهم بصورة طبيعية وعفوية بعيدا عن التمترس خلف الساسة.

ثم لا ننسى أن هؤلاء مُورِس ضدهم كثير من الظلم ووجدوا في الجنوب متنفسا للحرية والعمل والحركة والعيش الكريم.

وكان القاسم المشترك الذي جمعهم بإخوانهم الجنوبيين البساطة والعيش الكفاف.

أما الذين لا يحسّون بالقُرب منا من أبناء الهضبة لم يكن ليأتوا إلينا، كأن الوحدة قامت بصورة رمزية فحسب بين الجنوب وأبناء المناطق الوسطى.

فقط كان لأولئك القوم المنحدرين من الهضبة وكلاء في الجنوب بعدد الأصابع وعسكر النظام للسيطرة على المال والثروة.

الآن بقي على دول الخليج وفي مقدمتهم الشقيقة الكبرى"السعودية" أن تعرف أن الجنوب قائم على أرضه، وأنه لا يطلب مغادرة من أحبّه وعاش على ترابه من أبناء الشمال، وربما يرى فيهم رافدا يقوّيه، فهم ينعمون ويعتاشون من خيراته، ولديهم قدرة على الانضباط وفقا لنظامه وبرنامجه.

وحتى يعلم الخليج قدر حُسن النية لدى أبناء الجنوب من قضية الوحدة، ليسأل الخليج نفسه الآن ماذا تريد صنعاء من مفاوضات الحل النهائي، الوحدة اليمنية أو تقاسم المال والثروة؟ هل يريدون عدن ولحج وأبين والضالع والمهرة وسقطرى أوحقول النفط والغاز في شبوة وحضرموت؟

إن وحدة من هذا القبيل مرفوضة، فلدى الشمال مورد في محافظة مأرب، ولديهم سلة غذاء كافية اسمها تهامة، فقط عليهم أن يوقفوا الحرب ويتفقوا" و"

الصُلح خير" و "عفا الله عن ما سلف"..

لقد فات نظام صنعاء منذ ثلاثة عقود حقيقة أن أبناء الجنوب كانوا قمّة في الأخلاق والمعاملة الحَسَنة وجمال الإخاء.

مُثُلٌ كالنُّجومِ بل هي أعلى

ومَعَانٍ كالفجرِ في إشراقِهِ.

وقد نصحنا لكم يا أهلنا في الشمال .. ولكن لا تُحبّون الناصحين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى