الجنوب لقمة مسمومة لمن يحاول ابتلاعه

> مشكلة اليمن في تفصيل الحلول وفقا للمقاسات التي يفصلها الحاكم أو المشاركين في الحكم ولايتوقف الأمرعند هذا الحد بل يتجاوزه إلى الإملاءات الخارجية المفروضة وفي كل مراحل ابتداع أنصاف الحلول أو الحلول الترقيعية، يجري الخوض وتأتي النتائج منذ اتفاقية الوحدة عام 1990 التي لم تصمد سوى 3 سنوات ليتضح مدى تهاوي ذلك المشروع السياسي الفاشل، الذي تحقق سلما وأراد طرف فرضه غزوا واحتلالا بالقوة الغاشمة في 1994م. لأن اتفاقية العهد والاتفاق كما أسميت لاعهد لها ولا اتفاق أصلا لأنها أصلا لم تلامس جوهر الأزمة ولا جوهر المشكلة ولم تعترف بفشل ذلك المشروع أصلا.

رحلت المشكلة وظن الطرف المنتصر أن الأمور صلحت له وتمادى في نهب الجنوب وتصفية كل مقوماته وهويته وتاريخه ودولته، ونسي المنتشون بالنصر الوهمي أن الجنوب لقمة مسمومة لمن يحاول ابتلاعه.حتى جاءت ثورات الربيع العربي وتفجر الغضب الشعبي في الجنوب قبل الشمال وذهبت الأمور باتجاه تسليم السلطة لرئيس جنوبي أملا في إسكات الجنوب، وحاولت السلطة في مؤتمر حوار موفمبيك تمثيل الجنوب، بماتضنه يضمن قناعاتها المفصلة ومع كل ذلك انسحب بن علي والصريمة وكان ذلك كافيا لإيجاد حلا ترقيعيا لقضية شعب في ثوب متهتك، وذهبت كافة مناصب الدولة القيادية والسياسية إلى الجنوبيين في معادلة سخيفة مفادها المناصب مقابل الجنوب أو شراء الجنوب والقضية الجنوبية بمزيد من المناصب القيادية الزائلة، لشعب لن يزول وقضية لن تزول إلا باستعادة دولته. تسارعت الأمور بسقوط صنعاء وهروب الرئيس هادي وتدخل التحالف، وجرت في النهر مياه كثيرة لكنها لم تغرق قضية شعب الجنوب رغم كل محاولات الغزو الشمالي و الفرض والاحتواء والضغوط وحروب الخدمات، لكن الجنوب انتصر بتحرير أرضه وانتصر بإيجاد حامل سياسي لقضية شعبه رغم كل شيء، وانتصر في الحرب على الإرهاب وانتصر في مقاومة الضغوط وحروب الخدمات وتدهور العملة وعدم دفع رواتب قواته المنتصرة بالصبر والصمود والثبات.

كل المعطيات تؤكد على عدالة قضية شعب وانتصاره سلما وحربا، ومقاومة للضغوطات، لماذا؟ لأن هناك قضية شعب عادلة مشروعة لايمكن تجاهلها.

الجنوب حجر الزاوية في كل مشكلات وتداعيات ماجرى ويجري في دولة هلامية كرتونية اسمها الجمهورية اليمنية، ودون ملامسة جوهر المشكلة الحالية بحق شعب الجنوب فلن تقع ولن تنجح ولن تصمد أي حلول ترقيعية كسابقاتها مادام هناك شعب منتصر وإرادة منتصرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى