مع السلامة أمريكا

> ركلت السعودية أمريكا والغرب وذهبت إلى بكين، هي أيقنت أن واشنطن تلعب، وأن الشرق سيكون البديل الذي تسكن إليه الرياض، ويضْعُف خلاله ابتزاز الغرب، الذي ظل يصوّر الخطر الإيراني كأنه "فم الأسد".

لقد ضربت حرب أوكرانيا الساعد الأمريكي، حتى كَلّ"والأيام دول"، ومنذ غَضِب بوتين ترنّح الغرب، ولم تعد واشنطن القوة العظمى، فقد ديس عليها بكنوز النفط والغاز، وهرول بايدن إلى الرياض، وصافح الأمير بالقبضة وهو غضوب!

صَدَقَ الذي قال بأن العمامتين السوداء والبيضاء عجزتا في التقريب بين الرياض وطهران منذ أزمة"نمر النمر"، بينما سجّل الحزب الشيوعي الصيني إختراقا مبهرا" .

إنّهُ التنين الصيني أذهل واشنطن ببيان الاتفاق، "اطْلُب السلام ولو في الصين".

في اليمن لا أحد يستطيع أن يقول "لا" بخصوص بيان بكين،

لا شك أن الشرعية سترحب أكثر من الحوثي، وربما ترى الآن بأن موعد"لابد من صنعاء" قد اقترب، لكن ليس بقوة الحكومة بل بشجاعة التنّين الصيني.

بعد 9سنوات من الحرب في اليمن بدا أن السلام قادمٌ من الشرق، يعني "مع السلامة أمريكا".

هل سيبزغ شعاع الأمل على الشرق الأوسط في فترة الفجر الوجيزة التي أعقبت اتفاق الرياض وطهران؟

ذات صباح امتشق الممثل المسرحي الهندي الشهير"كاليداسا" قلمه وأزجى تحية تقطر ندى حين كتب:

تحية للفجر

انظرْ إلى هذا النهار

لأنه هو الحياة، حياة الحياة

في فترته الوجيزة توجد مختلف حقائق وجودك

نعمةُ النُّمُوِّ

العملُ المجيــــد

وبهـــاء الانتصـــــار

هل كانت حياة "جو" مليئة بالحظ السيء بينما حياة "شي" مليئة بالحظ الحَسَن؟

في الجنوب سيمثّل بيان الاتفاق القادم من الشرق ذكرى جميلة للديبلوماسية الأولى لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

بدا أن روسيا تزحف للتصدي للغرب، والصين تشمّر ساعدها،

والهند تكتب عن بهاء الانتصار،

والسعودية كسرت جدار الصمت مع قطر وتركيا وإيران.

والشرعية تبحث مع الحوثي ملف الأسرى في جنيف و"اشتدّي أزمة تنفرجي"، لكن لا تزال التحديات ماثلة، ولابد من خلوص النوايا، وأن أمريكا ستحشر أنفها، وهي صديقة لا شك للخليج والعرب، لكن بثقة أقل، وحماسة قليلة، لأن "اليمن" كشف كل الأوراق، واختبر النوايا، وغاص في الأعماق، وكأن الجنوب كان صادقا حين ذهب شرقا، حتى أقبل الحليف الخليجي يحثُّ خُطاه نحو الشرق، ولقد رأينا في الثمان الشِداد والتاسعة الداخلة من دروس وعِبَر في العلاقات ومواقف الدول مالم نرَهُ في أيام الرخاء..

وقد صدق أزدشير حين قال:" الشدَّةُ كُحْلٌ ترى به مالا تراه بالنعمة".

المجد للوطن..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى