اتصال "تاريخي" بين السلطان هيثم وبوتين بشأن اليمن وسوريا

> مسقط "الأيام" العرب

> ​حظي الاتصال الهاتفي الذي جرى بين سلطان عمان هيثم بن طارق والرئيس الروسي فلاديمير بوتين باحتفاء لافت، لاسيما من قبل وسائل الإعلام الروسية التي وصفته بالاتصال "التاريخي"، في ما يعكس رغبة موسكو في التسويق لفشل القوى الغربية في عزلها، وأن الحرب التي تخوضها في أوكرانيا لم تؤثر على سياساتها الخارجية في ما يتعلق بتعزيز حضورها في الشرق الأوسط وغيره من أنحاء العالم.

ويرجح متابعون أن يكون الاتصال بين السلطان هيثم والرئيس بوتين قد بحث جملة من الملفات أهمها الملف السوري، حيث تلعب مسقط دورا رئيسيا في جهود موسكو من أجل إعادة إدماج دمشق ضمن محيطها العربي، وأيضا الملف اليمني حيث تنشط روسيا وعمان بكثافة لجهة الدفع بتسوية للصراع اليمني، في ظل أجواء إقليمية إيجابية مرتبطة بالانفراجة في العلاقات السعودية – الإيرانية.

ويشير متابعون إلى أن الاتصال هو بناء على الزيارة التي أداها في وقت سابق مبعوث الكرملين ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إلى مسقط والذي التقى خلالها بعدد من المسؤولين العمانيين وبينهم وزير الخارجية بدر بن حمد البوسعيدي، كما اجتمع المسؤول الروسي حينها بوفد من الحوثيين.

وأعلنت وكالة الأنباء العمانية أن الرئيس الروسي والسلطان هيثم بحثا الخميس التعاون الثنائي وقضايا إقليمية، فيما وصفت شبكة “روسيا اليوم” الاتصال بأنه “تاريخي"، و”الأول منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين”.

وقالت الوكالة العمانية “تلقَّى السُّلطان هيثم بن طارق اتصالا هاتفيا من فخامة الرّئيس فلاديمير بوتين”. ووفق الوكالة جرى خلال الاتّصال الهاتفي "استعراض مجالات التّعاون الثّنائي بين البلدين الصّديقين، إضافة إلى تبادل وجهات النّظر حول عدد من القضايا الإقليميّة والدوليّة ذات الاهتمام المشترك”، دون تفاصيل أكثر.

وأفاد الكرملين بأن المحادثة الهاتفية هي "أول اتصال من نوعه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين”، بحسب شبكة “روسيا اليوم” ووكالة “سبوتنيك” الروسيتين.

وأضاف أن “هذا الاتصال الثنائي الأول على المستوى الأعلى، تضمن استعراضا مفصلا لوضع التعاون الروسي – العماني الحالي وآفاق تطويره، وتبادل زعيما البلدين وجهات النظر حول الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط”. وذكر بيان الكرملين بأن الرئيس الروسي هنأ السلطان هيثم والشعب العماني بحلول شهر رمضان.

وأقيمت العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة عُمان وروسيا في 26 سبتمبر 1985. واعترفت السلطنة رسمياً بروسيا كوريث شرعي للاتحاد السوفياتي عام 1991، وشهدت العلاقات بين الجانبين تطورا ملحوظا خلال السنوات الماضية، لكن لم تسجل لقاءات دبلوماسية بين زعماء البلدين.

ويقول مراقبون إن الاتصال الذي جرى بين بوتين والسلطان هيثم يأتي في ظل متغيرات كبيرة تشهدها منطقة الشرق الأوسط حيث هناك توجه لتبريد مختلف الجبهات في المنطقة، وتلعب مسقط وموسكو دورا رئيسيا في هذا المسار، سواء لناحية فك عزلة سوريا العربية، وأيضا التوصل إلى تهدئة مطولة في اليمن تمهيدا لمفاوضات سياسية تضع حدا لنزاع خلق أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

ودعت روسيا الخميس أطراف النزاع في اليمن إلى تكثيف المفاوضات التي ترمي إلى حل قضية المعتقلين وغيرها من القضايا الإنسانية.

ورحبت السفارة الروسية لدى اليمن في تغريدات نشرتها على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي تويتر بـ”الاتفاق المبدئي بين الحكومة اليمنية وجماعة أنصار الله الحوثية على تبادل الأسرى والسجناء وذلك بوساطة المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ".

وقالت إنها “تأمل في التنفيذ العملي الفوري لاتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين”.

وأشارت إلى أن “إحراز التقدم الكبير في هذا الاتجاه سيساهم في بناء الثقة وسيساعد على تهيئة الجو الملائم لإقامة حوار وطني كامل بمشاركة جميع القوى السياسية الرائدة في اليمن تحت رعاية الأمم المتحدة وضمان تطبيع الوضع في هذا البلد العربي الصديق بشكل مستدام”.

واختتمت الاثنين الماضي مفاوضات بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي في جنيف ونجحت في الاتفاق على تنفيذ صفقة تبادل واسعة تشمل 887 أسيرا من الجانبين في منتصف شهر رمضان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى