استعدادات لإعادة فتح السفارتين والقنصليات بين السعودية وإيران

> الرياض "الأيام" العرب

> ​اتفق وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان على عقد لقاء ثنائي بينهما قريبا وذلك “لتمهيد الأرضية لإعادة فتح السفارات والقنصليات بين البلدين”.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بينهما مساء الأربعاء، وفق بيان نشرته صفحة وزارة الخارجية السعودية على تويتر.

وأفاد البيان بأنه “في بداية الاتصال تبادل الجانبان التهاني والتبريكات بمناسبة شهر رمضان الكريم”. وأضاف “اتفق الوزيران على عقد لقاء ثنائي بينهما قريبا، وذلك لتمهيد الأرضية لإعادة فتح السفارات والقنصليات بين البلدين”. ولم يذكر البيان تفاصيل أكثر عن تاريخ اللقاء المرتقب بين الوزيرين ومكان انعقاده.

وأعلنت السعودية وإيران في العاشر من الشهر الجاري عن اتفاق جرى برعاية صينية لاستعادة العلاقات وفتح السفارات بين البلدين.

وحدّد الاتفاق مهلة شهرين لتنفيذ بنود الاتفاق رسميا، بعد سبع سنوات من القطيعة. كما تضمّن تعهدا من كل جانب باحترام سيادة الطرف الآخر وعدم التدخل في “الشؤون الداخلية”.

وقالت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء إن عبداللهيان أكد خلال اتصال مع نظيره السعودي استعداد إيران لتعزيز العلاقات مع السعودية. وأضافت أن الوزيرين اتفقا على الاجتماع في أقرب وقت ممكن وبدء استعدادات إعادة فتح السفارتين والقنصليات.

وكان عبداللهيان قد صرح في وقت سابق بأن الحكومة الإيرانية اقترحت على السعودية ثلاثة أماكن لاستضافة لقاء على مستوى وزيري خارجية البلدين، دون أن يذكر الأماكن الثلاثة أو يشير إلى موعد عقد اللقاء.

وأكد الوزير الإيراني أن طهران والرياض اتفقتا على إعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي، مشيرا إلى أن الجانبين تبادلا رسائل عبر سويسرا التي ترعى المصالح السعودية في إيران، وقال إن هناك اتفاقا مع السعودية على قيام وفود فنية من البلدين بتفقد السفارتين للتحضير لإعادة فتحهما.

ويرى مراقبون أن الاجتماع المرتقب سيتضمن مناقشة جميع القضايا الخلافية بين البلدين وخصوصا المتعلقة باليمن وتسليح الحوثيين، وغيرها من الملفات قبل الاتفاق على إعادة العلاقات الدبلوماسية.

وأعلن عن الاتفاق بين السعودية وإيران بعد محادثات لم يعلن عنها في بكين بين كبار المسؤولين الأمنيين من البلدين.

ويقول محللون إن الجانبين سيستفيدان من خفض التصعيد إذ تسعى إيران إلى تقويض الجهود الأميركية لعزلها في المنطقة، بينما تحاول السعودية التركيز على التنمية الاقتصادية.

وانقطعت العلاقات عندما هاجم محتجّون إيرانيون البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران بعدما أعدمت المملكة رجل الدين الشيعيّ المعارض نمر النمر.

كما اتهمت المملكة إيران بالمسؤولية عن هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة على منشآت نفطية في 2019، فضلا عن هجمات على ناقلات نفط في مياه الخليج. وتنفي إيران تلك الاتهامات. ويُذكر أنّ الولايات المتحدة تفرض عقوبات على إيران على خلفية برنامجها النووي.

وتعدّ إيران والسعوديّة أبرز قوّتَين إقليميّتَين في الخليج، وهما على طرفَي نقيض في معظم الملفّات الإقليميّة، وأبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفا عسكريًا داعمًا للحكومة المعترف بها دوليًّا، وتَتّهم طهران بدعم الحوثيّين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.

وأثار التقارب بين السعودية وإيران مفاجأة وأملا في مصالحة بين الأطراف المتنازعة في دول مثل اليمن وسوريا. لكن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أكد في 13 مارس أن هذا الاتفاق “لا يعني التوصل إلى حل جميع الخلافات” العالقة بين البلدين.

في المقابل، تراقب إسرائيل بقلق هذا الاتفاق بين السعودية وإيران، العدو اللدود للدولة العبرية. وبعد الإعلان عن الاتفاق قال زعيم المعارضة يائير لابيد “الاتفاق السعودي – الإيراني هو فشل تام وخطر على سياسة الحكومة الإسرائيلية الخارجية”.

وعلى الصعيد الجيوسياسي يمثل الاتفاق التزاما متزايدا للصين في الشرق الأوسط فيما كان ينظر إليها على أنها مترددة في التدخل في ملفات المنطقة الشائكة.

كما شكّل نجاح الصين المفاجئ في التقريب بين السعودية وإيران تحدّيا للدبلوماسية الأميركية في الشرق الأوسط بعدما اعتُبرت الولايات المتحدة لفترة طويلة وسيطا ولاعبا أساسيا في المنطقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى