​كلمات في رمضان

> خَطِّط لرمضان

> إن بلوغ رمضان نعمة كبرى وإنما يقدرها حق قدرها الصالحون المشمرون، فإذا كان الله قد من عليك ببلوغه ومد في عمرك للوصول إليه، فالواجب استشعار هذه النعمة واغتنام هذه الفرصة فإنها إن فاتت كانت حسرة ما بعدها حسرة، وخسارة ما بعدها خسارة. ولا يمكن للإنسان أن ينتفع برمضان ويحصل منه أكبر الفائدة المرجوة إلا بأن يخطط له، ويعد له تمام العدة، ويتأهب له تمام التأهب والاستعداد.

والتخطيط لرمضان إنما هو التقرير سلفاً لما تريد أن تحققه فيه من أهداف، ذلك أن العمل بلا هدف يخرج في النهاية بلا نتيجة مرجوة، وكذلك كل هدف لا يعلم كيفية الوصول إليه فإنه صعب المنال. وقد قيل قديما: إنك لا يمكن أن تصل إلى هدف ما إلا إذا كان هناك هدف تريد الوصول إليه، وأن تعلم كيفية الوصول إليه، فلا يكفي أبدا أن تنوي أن تصلي كثيرا، أو أن تتصدق، أو أن تفعل الخير.

وينبغي أن يكون لديك تصور لأنواع القربات وأوقاتها، كصلة الأرحام وترتيبها، وكم ستقضي من الوقت فيها، ولا تترك شيئا للظروف إلا مالا يملك الإنسان من ظروف خارجة عن إرادته ثم يطوع الأمور لتسير مع خطته. 

من أراد أن ينتفع برمضان فعليه الاهتمام بمراتب الأعمال، فإن بعض الأعمال قليل يسير ولكنه في فضله عظيم، فعلى العبد أن يكون فطنا بهذا الباب فإنه تقطع به مفاوز ويسبق بسببه أقوام ويتخلف آخرون، إن معظمنا يفوته خير كثير في رمضان، ويهدر وقتا هائلا لأنه لا يخطط، ولا يعرف سلفا ماذا سيفعل في كل دقيقة في يومه، وربما يبدو للبعض أنه يعمل عملا كثيرا، ولكنه في الحقيقة إذا حاسب نفسه وجد أنه كان في الإمكان أفضل بكثير مما كان. حاله تماما كحال صاحب البيت غير المرتب، لا يكاد يجد مكانا يضع فيه شيئا، فإذا أعاد ترتيب البيت خلت فيه مواضع تحتمل أشياء كثيرة.. فكذا ساعات اليوم قبل الترتيب وبعده. وهذا من فوائد التخطيط وهو ترتيب الأعمال على الأوقات. إن العامل في رمضان بلا إعداد كالعابث بين المجدين، وكالهازل بين الجادين، والمرتبكون في الغالب لا يسبقون، وإن وصلوا وصلوا متأخرين.. فكيف إذا كان ميدان السباق رمضان؟! وأخيرا أقول بعد أخذنا بالأسباب لابد من التوكل على رب الأسباب، وطلب العون والمدد منه، وألاّ نركن فقط للتخطيط، وإنما علينا أن نعلق القلوب بالله سبحانه ونطلب منه التوفيق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى