كبير المجاهدين الشيخ عبدالله مطلق.. في رحاب الخالدين

> الشيخ عبدالله مطلق ابن حالمين و ردفان البطلة نقش سريالي في جبين الجنوب لا يُمحى أبدا، يفي بالتزامات النضال الحقيقي و يبرم صدقًا عهدًا من الإيمان بالثورة كوسيلة للتغيير نحو الأحسن دون التفات إلى الذات وإشباعها من خارج الاحتياج الثوري، فعاش ردحا من الزمن و هو داخل في المغرم و خارج من المغنم.

أما كيف ذاك فلأن شيخ الثوار عبدالله مطلق و بامتياز كان صوفي الثورة، الذي يقدم التضحيات و هو ماسك بكلتا يديه بالمبادئ العظيمة للثورة والوطن شبيه بالماسك جمرة من جهنم، برضا نفس رغم فداحة ما تعرض له عندما عصف بالثورة أهواء البعض المتطرف الذي لم ينظر إلى أبعد من قدميه ويجنب التجربة ويلات ما حدث و كان بالإمكان تجنبها.

ودعنا عبدالله مطلق إلى الرحاب الخالدة قبل غرة الشهر الفضيل بأيام، وكأنه يقول لنا ما قاله الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى:

سئمت تكاليف الحياة ومن يعش

ثمانين حولا لا أبا لك يسأم

رغم المعاناة الطويلة لم تفارق العم عبدالله تلك الابتسامة البيضاء الصادقة حين يلتقيك هاشا باشا.

كان مثيلا لقادة عظام في التاريخ الثوري العالمي، قدموا و لم يأخذوا شيئا ولم تتلطخ أياديهم بفساد أو دماء، فدخلوا بوابة الثورة و خرجوا منها كما دخلوا، بل ونالوا ما نالوه من أذى على أيدي الرفاق أو الخصوم على السواء.

استشهد هنا بالثائر العالمي تشي جيفارا أو عبدالله مطلق بطبيعة الحال.

كانت ردفان ساحة النضال الأولى التي تستجيب بأبنائها الأبطال لدواعي الثورة والتغيير عندما تكون عدن معمل الثورة التفاعلي الأول .

وكان الشاب البطل عبدالله مطلق يمتلك من القدرات الثورية ما يؤهله لقيادة جبهة حالمين بجدارة وكفاءة.

و لاشك أن دروس الوعي الثوري قد تعمقت في صدر ابن ردفان ، و كان لديه ما يبرر به قيادته لجبهة أخرى هي من أصعب الجبهات في خارطة الثورة في الجنوب.

عندما يصبح قائدا لجبهة لا تقل شأنا عن ردفان هي جبهة دثينة أو المنطقة الوسطى بتعبير ذلك الزمان ، فهذا مؤشر آخر لمقدرة هذا القائد على التعامل ثوريا و إداريا في مختلف الجبهات بمسؤولية عالية ما جعل اسمه يسطع في سماء الجنوب كأحد أبرز القادة القادرين على العمل ضمن شرعية الثورة و الانتقال بها إلى شرعية الدولة.

كان عبدالله مطلق - كقائد - ضمن ذلك النسيج الثوري المجتمعي الذي يستطيع استنهاض الريف و المدينة عدن لمعطيات الثورة . وهو سير على طريق طي صفحة الاستعمار كما قررها العالم بأسرة في تلك الفترة.

وكان الثائر الكبير من الوعي بحيث جعل الأهداف القومية لتحرير الجنوب من الاستعمار تجري في دمه باتساق تام بعيدا عن الوصاية الآيدلوجية لحركة القوميين العرب ، ليلتقي في مسالك الطريق مع فكر الزعيم الخالد جمال عبدالناصر العروبي التحرري و لا يجد بأسا من توحيد الثوار ضمن رؤية وحدة بنادق الثوار في وجه المستعمر و هو ما كان في يناير 1966 م مما جر إليه متاعب جمة لم يفهم أصحابها أن وحدة الثوار سوف تجنبنا مخاطر احتكار الثورة و السلطة و الإبقاء عليها يجعل من الإقصاء مسلكا تجاه الآخر الوطني و هو ما جر الدولة الوليدة في جنوب الجزيرة العربية إلى موجات من التصفيات و دورات الدم لم يسلم منها حتى القائمين بها بين فترة و أخرى.

تعرض الزعيم الثوري عبدالله مطلق لما يتعرض إليه من هم في مصاف عفته و رؤيته الثاقبة للمستقبل بعيدا عن العنف .

فقد أحبته و تعرض للسجن الطويل و عندما خرج من غياهبه لم تفارقه تلك الابتسامة المرسومة على شفتيه و كأنه يقول :

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة

من وقع الحسام المهند

إلى رحاب الله العم عبدالله مطلق

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى