ألا لعنة الله على الفاسدين

> كان من البدء واضحا و جليا أن في (جراب) الحاوي أكثر من ثعبان،لا يراد الرقص على رؤوسها من قبل حكام ما بعد الربيع العبري، ليزهوا - إن استطاعوا - كما كان يفعل كبيرهم الذي علمهم الرقص، وإنما لتنهش الجسد الوطني بكلياته حتى لا يبقى بين حياته و موته سوى شعرة هي أدق من شعرة معاوية بن أبي سفيان .

و كان جليا أن غثاء السيل من رجالات مرحلة عفاش و قد انقلبوا ضدا، وأصبحوا رجال الشرعية، قد طاب لهم التوزع بين عواصم المنطقة ما بين القاهرة و الرياض و أنقرة و بلدان الخليج العربي.

ليلعبوا دور البيادق المتقدمة لاستنزاف الجسد الوطني المسجى بين الحياة و الموت. فلا يهمهم أن نعيش -كمواطنين- على الكفاف و قطاع ملحوظ من المواطنين يلجأ إلى بقايا الطعام في براميل القمامة للأسف الشديد، و ٱخرون يتوزعون على الطرق و الجولات للتسول. و الطبقة الوسطى -و هي عصب المجتمعات و رائدة التحولات كما نعلم - بالممكنات التي تضعها اليوم في قاع المجتمع بالكاد تستند على ما يسد الرمق.

هؤلاء الحكام اللفيف وتابعوهم، ولا أريد أن أكرر ما قاله البردوني العملاق قبل أكثر من نصف قرن : (وواشنطن حكومتهم) قد استمرأوا العيش على معاناة الوطن و أزمته، يتفقون على ذلك يمينا كانوا أو وسطا أو حتى اليسار الذي رفع زمنا صور عبدالناصر ولينين ما بينهما صدام والأسد، ولا نستثني أحزاب الإسلام السياسي الوالغة في الجرم المشهود منذ البدء.

لسنا متحاملين و لكن نتساءل عن هؤلاء و ما عملوه لإنقاذ وطنهم طوال الثمان العجاف الماضية، وكأنهم يضمرون النية لثمان أخرى عجاف بطبيعة الحال.

فهل خرج الوطن من حسابات هؤلاء، طالما دعاء أمهاتهم في صلاة الصبح قد استجيب بالدولار رواتبا و هبات و نثريات و للشعب الفتات و من ثم الفناء.

فحين لا تعالج مأساة الكهرباء من عام لعام و على مدى أكثر من عقد فمعنى ذلك أن الفساد الحاكم لن يعالج شيئا في المستقبل المنظور.

فالتابعون حملة المباخر و هم يتفاخرون أن ما دفع للكهرباء في العام الفائت يقترب من ترليون ريال. فأين هي الكهرباء و أين ذهب الترليون ؟!

الا يستطيع احد هؤلاء الحكام في لحظة تجلي روحاني مع النفس بمناسبة الشهر الفضيل و ان يعلن وضع مرتبه بالعملة الصعبة في خانة قانون الأجور الوطني و لو من باب ( الموت مع الجماعة عرس ).

لقد كانت نشوة عنترية وليست نخوة حين أراد من في قمة الهرم السياسي أن يمتص غضب الشارع على الوزير الوصابي، يوم فاحت فضيحة المنح الدراسية و حلقاتها، وهي -بالمناسبة- اقل الفضائح في مصفوفة الفسائد السائد، فلم نعد نرى أو نسمع شيئا من تلك اللجنة إن كان هناك لجنة فعلا.

ورحم الله الأستاذ الكبير عمر الجاوي حين قال: لا يعالج الفساد بأدوات ملوثة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى