​قصص الأنبياء.. إبراهيم عليه السّلام

> إنّ قصةَ إبراهيم عليه السّلام هي أطول قصة قرآنية بعد قصة سيدنا موسى عليه السّلام، ومساحتها تزيد على الجزء، وإن آياتها نزلت مبكرة في المرحلة المكيّة واستمر نزولها حتى أواخر المرحلة المدنيّة، وهذا يعني أن قصة إبراهيم التي أخذت هذه المساحة الكبيرة في القرآن الكريم، وأخذت هذه المدة في نزول الوحي لها دور كبير في تحقيق أهداف القرآن الكريم ومقاصده. تابع القراءة للتعرف على قصة سيدنا إبراهيم.

* قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام..

دعوة النبي إبراهيم قومه
لقد بعث الله -تعالى- إبراهيم -عليه السلام- إلى قومه في العراق، وكانوا يعبدون الأصنام والكواكب وغيرها من الأشياء التي لا تُفيد عابدها، وقد كان والد إبراهيم -عليه السلام- يصنع الأصنام للقوم لكي يعبدوها، وفي أحد الأيَّام بعث والد إبراهيم بإبراهيم حتى يبيع للنَّاس صنمًا من الأصنام التي صنعها، فصار يُنادي ويقول من يشتري صنمًا لا يضره ولا ينفعه، وكان دائمًا ما ينصح قومه ويقول لهم ما هذه الأصنام التي تعبدونها؟ وكيف تستطيعون أن تعبدوا أشياء أنتم تصنعونها وتنحتونها من الحجر والخشب؟ وما زال يدعوهم ليلًا ونهارًا إلى عبادة الله وحده.

 وكان والد إبراهيم -عليه السلام- أيضًا من العابدين للأصنام، وكان إبراهيم كثيرًا ما يدعو والده ويقول له يا أبت آمن بالله ولا تكن من أتباع الشيطان الذي يُضل الإنسان ويوسوس له حتى يُشرك بالله ويرتكب المعاصي، ودائمًا ما يُحدّث والده بالإيمان وهو يتودد لوالده بالكلام الحسَن ولكنَّ والده لا يستمع له ويقسو عليه بالكلام، فيحزن إبراهيم لأنَّ والده لا يُريد توحيد الله.

رفض قوم النبي إبراهيم دعوته

صار القوم يستهزئون بإبراهيم -عليه السلام- ويقولون له هل فعلًا أنت نبي أم أنَّك تمزح معنا ويُطلقون الضحكات بين بعضهم بعضًا، وإبراهيم يصبر على أذاهم ويدعوهم إلى عبادة الله الواحد ولكن ما من مجيب،  وفي يومٍ من الأيَّام أراد القوم أن يخرجوا من المدينة إلى عيدٍ من أعيادهم، فخرج كل النَّاس ما عدا إبراهيم بقي في المدينة، وقال إبراهيم عندما تخرجون من المدينة سأكيد للأصنام حتى تعرفوا أنَّها لا تقدر على شيء.

* النبي إبراهيم يحطّم الأصنام

ولمَّا خرج القوم إلى ذلك العيد، ذهب إبراهيم -عليه السلام- إلى المعبد الذي فيه الأصنام التي يعبدونها، وكسر جميع الأصنام ما عدا الصَّنم الكبير تركه وعلَّق الفأس التي كسر الأصنام فيها في رقبته، فلمَّا جاء القوم ورأوا الأصنام مكسرة جُنَّ جنونهم وقالوا: من فعل هذا بالآلهة وغضبوا غضبًا شديدًا، فقال أحدهم: لقد سمعت إبراهيم قبل أن نذهب إلى العيد يقول إنَّه سيُلحق الأذى بهم، ولمَّا جاؤوا بإبراهيم: قالوا له هل أنت حطَّمت هذه الأصنام يا إبراهيم؟ فقال لهم: بل الذي حطَّم الأصنام الصغيرة هو هذا الصنم الكبير، وإن أردتم معرفة الحقيقة تستطيعون سؤال إن استطاع أن يُجيبوكم.

* إلقاء النبي إبراهيم في النار

لمَّا تبيَّن للكافرين أنَّ أصنامهم فعلًا هي حجارة ولم تستطع أن تدفع الأذى عن نفسها وعلموا أنَّ إبراهيم -عليه السلام- كان محقًّا تكبروا أكثر؛ إذ لا يُريدون أن يعترفوا أنَّ للكون إلهًا واحدًا، فثاروا يقولون يجب أن نُحرق إبراهيم بالنَّار حتى لا يتجرأ أيُّ أحدٍ ويفعل مثل فعلته، وهكذا بدأ القوم يجمعون الحطب لإحراق إبراهيم عليه السلام، حتَّى إنَّ المرأة منهم إذا مرضت تقول: لو عافتني الآلهة سأذهب لجمع الحطب لحرق إبراهيم، وصاروا يجمعون الكثير من الحطب، وأشعلوا نارًا عظيمة.

وكانوا يتفكَّرون في الطريقة التي يجب أن يُلقوا بها إبراهيم في النَّار، إذ لا يستطيعون الاقتراب من لهيبها ولو اقتربوا لاحترقت، فجاء الشيطان ودلَّهم على صناعة المنجنيق، ووقتها أول مرة كان يُصنع المنجنيق وهو أداة من الخشب يضعون فيها ما يُريدون ومن ثم يقذفونه من بعيد.

* الله تعالى ينجّي نبيه إبراهيم

بدأ القوم بالتجهيز لقذف إبراهيم -عليه السلام- في النَّار، فقال إبراهيم حسبي الله ونعم الوكيل، إبراهيم كان يعلم أنَّ الله لن يتخلَّى عنه في هذا الوضع الصَّعب، فسلَّم كامل الأمر لربه تعالى، وأراد كل شيء على الأرض أن يدافع عن إبراهيم عليه السلام، فملائكة المطر تُريد أن تُهطل المطر والملائكة ما بين السماء والأرض تريد نجدته ودواب الأرض تريد مساعدته، ولكنَّ إبراهيم ما طلب المساعدة والنَّجدة إلا من ربِّه.

 ولكنَّ حكمة الله - تعالى- أن جعل النَّار نفسها لا تُحرق أبدًا وهذه معجزة من الله تعالى لنبيه إبراهيم عليه السلام، فأمر الله النَّار أن تكون بردًا وسلامًا على إبراهيم، فمعنى بردًا أي باردة وسلامًا أي لا يُؤذيه بردها، فالله هو الذي يُدبر الأساليب للدفاع عن أوليائه الصالحين وأنبيائه، فصارت النَّار حوله مثل البستان الأخضر الجميل، ولمَّا خرج من النَّار سليمًا قال له أبوه آزر نعم الرّب ربك يا إبراهيم.. بقية القصة غدا

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى