​قصص القرآن

>
فداء سيدنا إبراهيم ابنه بالكبش

كيف يجزي الله من أسلم لأمره؟ لقد أنعم الله على إبراهيم -عليه السلام- بولَدٍ بعد طول زمن، ورزقه الله إياه بعد أن شاخ ورق عظمه، وشبَّ إسماعيل -عليه السلام- وصار الولد البار بأبيه الذي يعينه على أعباء الحياة، وإبراهيم -عليه السلام- لا يحب أحدًا في الدنيا مثل إسماعيل، وفي ليلة رأى إبراهيم في منامه أنه يحمل سكينًا ويذبح ابنه إسماعيل، ورؤيا الأنبياء هي حقٌّ لا بدَّ من تنفيذه، استيقظ إبراهيم من نومه فزِعًا وقال إنّا لله وإنّا إليه راجعون، وكان ذلك من أعظم الامتحانات التي مرَّ بها إبراهيم عليه السلام.

قال إبراهيم لابنه إسماعيل عليهما السلام: ((قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى))، ولكنَّ إسماعيل البار بأبيه النبي ابن النبي الموحد لله قال: ((يا أبت افعل ما تؤمر...))، وسأصبر على ذلك إن شاء الله لي أن أصبر، فالصبر ليس مني وإنما بأمر الله، فلمَّا تُرجمت تلك الأقوال إلى أفعال.

وسلم إبراهيم وإسماعيل أمرهما إلى الله، وحمله ووضعه على الأرض، وجعل وجهه منكبًا على الأرض، واستعد للذبح ووضع السكين على رقبته، وجاء مناد من السماء فقال له: ((يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا)).

وبذلك فدى الله -تعالى- إسماعيل -عليه السلام- بكبش من الجنة، وروي عن ابن عباس أنَّ الكبش الذي فدى الله به إسماعيل هو أحد القرابين المتقبلة من ابن آدم، والله أعلم.

الدروس المستفادة من قصة ذبح إسماعيل فيما يأتي مجموعة من الدروس والعبر المستفادة من قصة ذبح إسماعيل -عليه السلام-:

- التوجه بالدعاء لله -سبحانه وتعالى- وحده وعدم التوجه لغيره، فهو من الشرك والأعمال المذمومة.
- دعاء الله -تعالى- وطلب الولد الصالح منه؛ فمن أعظم نعم الله -تعالى- على الإنسان أن يهبه ولدًا صالحًا يُعينه في الحياة الدنيا والآخرة.
- الحرص على اختيار المرأة الصالحة عند الزواج؛ فهي الأم التي ستربي الأبناء على فضائل الأخلاق.
- استخدام أسلوب الحوار مع الأبناء،،فإبراهيم -عليه السلام- جاء يسأل إسماعيل عن رأيه في الرؤيا التي رآها ولم يفرضها عليه بشكل مباشر.
- الصبر على الابتلاء حتى ينال المسلم عظيم الأجر والثواب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى