محمد علي باشراحيل في ذكرى ميلاده الـ 104.. كتاباته وإسقاطها على واقع اليوم

> عدن "الأيام" خاص:

> تناول الراحل (العميد) محمد علي باشراحيل، رحمه الله، في كتاباته، مختلف القضايا والأحداث السياسية في سبيل تنوير المجتمع والنهوض به وتحريره في ذلك الوقت، مستلهما لواقع الأحداث بعقلانية ووعي تاريخي مدني، مضى عليه لأكثر من ستة عقود من الزمن.

كتاباته كانت أكثر نضجًا وواقعية وبمنتهى المنطق والمسؤولية، وهو الأمر الذي ببساطة يمكن إسقاطه على واقعنا اليوم، والتي طرح فيها بشكل واضح موقفه من القوى الوطنية في مواجهة الاحداث، حيث كتب عميد "الأيام" في إحدى افتتاحيات صحيفته المنشورة في العدد 1070 في 27 يناير 1962م:

هل تعيش القوى الوطنية مع الأحداث لمواجهة المخططات القادمة؟ مطلوب قيام تنظيم سياسي واحد يحدد رغبة الشعب لتحقيق أمانيه، بات من المحتمل جدًا أن تغييرات سياسية على جانب من الأهمية سوف تظهر في المستقبل القريب على مسرح الأحداث في جنوب الجزيرة العربية (عدن ومحمياتها الشرقية والغربية) لا سيما وأن حاكم عدن السير شارلس جونستون نوه في خطابه الأخير بأن الأجزاء المتفرقة في هذه المنطقة لا يمكن أن تترك منعزلة عن بعضها ذلك الانعزال الكلي، بل يجب عليها أن تتوحد لتصبح في مجموعها وحدة متكاملة.

مما لا شك فيه أن الوسائل التي تستخدم لتحقيق هذه الغاية هي موضع النقاش والاختلاف في الرأي؛ ذلك لأنها هي التي تحدد الشكل الذي يجب أن يتم عليه التوحيد؟

وفي حالات كهذه لا يكفي مطلقاً مجرد التعبير عن الرأي عندما يتقدم جانب بمقترحات بهذا الخصوص، بل ومن العبث أن يستمرئ المرء طريقة سلبية كهذه هي في الواقع مضيعة للوقت من أي شيء آخر.

إن مواجهة الموقف تتطلب من القوى الوطنية دراسة واعية وعميقة في الوقت نفسه لأي مقترحات تقدم.. بل ربما كان من المستحسن وضع هذه المقترحات من الجانب الوطني قبل أن يطلع عليه الجانب الآخر بمقترحات من عنده.

نقول هذا لأننا لم نلمس حتى الآن اهتمامًا إيجابيًا من هذا القبيل.. اهتماما من القوى الوطنية يطمئننا بأنها تعيش مع الأحداث دقيقة بدقيقة.. وكل ما لمسناه حتى الآن لم يعد كونه ثورة دفعها إلى الوجود حادث معين سرعان ما تخمد مع انتهاء ذلك الحادث الزمني.

هكذا يقول منطق الأحداث.. المنطق الذي لا يتضح لنا من خلاله أن القوى الوطنية تستطيع أن تواجه أحداث المستقبل إلا إذا تمكنت من بناء وحدة متماسكة تجعل منها قوة ضاربة ومهابة الجانب لتعبر عن إرادة الشعب.

لم يحدث شيء من هذا القبيل حتى الآن ونأمل أن يتغير الموقف بسرعة؛ لأن الزمن لن ينتظرنا ولأننا يجب أن لا نترك مجالًا للأحداث الجسام أن تفاجئنا على حين غرة.

إن ما نحتاج إليه اليوم هو قيام تنظيم سياسي واحد فقط تنضم تحت لوائه الهيئات الوطنية مهما اختلفت وجهات نظرها على شرط ألا يكون هذا الاختلاف من حيث التحرر والاستقلال مثارًا للشك بينهم.. وتنظيم كهذا تستدعي الظروف قيامه بسرعة قبل أن نجد أنفسنا عند مداهمة الأحداث لنا ونحن على نفس الحال الذي نعيشه اليوم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى