إذا لم تستح فافعل ما شئت

> الزوبعة التي أثارتها زيارة وزير الخارجية - السيئة الصيت - و هو من فرسان الربيع العبري و الذي تقدم الصفوف ليحتل موقعا سياديا كالخارجية بينما إمكاناته يعرفها الكبير و الصغير، ذكرني ذلك بقول الجواهري الكبير في أربعينيات القرن الماضي لامزا و غامزا قناة بعض السياسيين في عصره :

أشباح ناس و إن أوهموا

بأنهم "قادة " في الورى

بحيث يقال إذا ما مشى

الصلي بها : إن وغدا بدا

يجد بغيض بها عهده

إذا قيل عهد بغيض مضى

و تسمن منها عجاف مشت

إلى الأجنبي تجر الحصى

فهذا سيمضي و هذا مضى

و هذا سيأتي و هذا أتى

وهذا زعيم لأن "السفير" يرنو

إليه بعين الرضا

و في ذاك عن سخط أهل البلاد

على حكمه أو رضاهم غنى

تجئ المطامع منقادة

إذا شاء أو لم يشا

إذا رفع اليد للحاكمين

بدت "نعم" وهي في زي "لا"

ولكنَّ هؤلاء الأربعينيين هم أشرف ممن جاؤوا على دبابات الاحتلال الأمريكي عام 2003م أو ممن جاؤوا في الوطن العربي على خلفية الربيع العبري.

فهذه الزيارة سواء كانت لمؤازرة إثيوبيا في موقفها المشين من مصر أو لتفقد الكامن من جهد عقد ونيف فإن الأمر خال من الحصافة الدبلوماسية و قد عرَّض العلاقات التاريخية بين بلدينا لأضرار هي نتاج زعامات الربيع العبري و ما يلحقنا منه من أضرار حتى اليوم.

يتذكر الناس فضيحة المكالمة المسربة بين صاحب المعالي عوض و الرئيس السابق و التي سمعها حتى من في أذنيه صمم، و التي كانت كفيلة لمن في صدره ذرة احترام لنفسه، أن يتنحى جانبا عن المشهد السياسي.

لكن ذلك لم يحدث و لن يحدث لأن الراكبين موجة الحكم بقوانين الربيع العبري و أحد فرسانه المحتفى به إثيوبيا هذه الأيام و هو وزير الخارجية، قد جاؤوا من مدرسة استغلال الوضع القائم قدر الإمكان دون تمرير قليل من الماء على الوجه مداراة للحياء غير الموجود أصلا.

أقصي ابن عدن - طيب الذكر - خالد اليماني بمؤهلاته الدبلوماسية و العلمية وبالخمس اللغات التي يجيد التكلم و الكتابة بها كوزير للخارجية، لأنه أراد فعلا إجراء إصلاحات بنيوية حقيقة في كيان هذا الصرح السيادي، أقصي كأسرع ما يكون الإقصاء لأن الرجل شذَّ عن القاعدة المرسومة.

و .. استمر العبث في الخارجية وجعلها كبيت المطلقة عائد إليها بالتوظيف كل فاسد وسياسي مارق أبعد عن منصبه، بل أن مقارنتها ببيت المطلقة فيه غبن للمطلقة و البيت على السواء و أعتذر عن ذلك .

كان المخلافي و ابن مبارك قادرين على إرضاء الكل من أقارب وأبناء وبنات ورجال الحكم و زوجاتهم وخليلاتهم وحتى أصحاب المخابز والمطاعم في القاهرة و سواها لتكون الخارجية الباب المفتوح على مصراعيه لهم حتى غدا الجواز الأحمر محتقرا هو وصاحبه في مطارات العالم.

هؤلاء الرهط الفاسد يستنزفون الدولة بملايين الدولارات و ربما المليارات بينما 80 بالمائة من السكان لا تجد ما تأكله.

وفي ظل حرب الكهرباء المتكررة التي تقتل المواطنين حتى في هذا الشهر الفضيل ومذ عقد من الزمان.

لا تنتظروا أن يفيق أحد هؤلاء الفاسدين ( ليختشي ) كما يقول إخوتنا المصريين و يقدم استقالته، فهؤلاء يخافوا لا يختشون.

انظروا ليليا في شاشة التلفزيون لتروا أن أحد هوامير الأراضي يجلس إلى جانب رئيس الوزراء، و كأنه يسخر من هذا الشعب الصابر.

والوزير الأنيق الوصابي لن يستقيل أيضا طالما هناك بقية من ملايين الدولارات المخصصة للطلاب المبتعثين للدراسة في الخارج رغم صدور تقرير اللجنة المكلفة بالتحري في أمر الفساد الذي فاحت رائحته من تحت أناقة الوزير.

أقول أن الاستقالة غير كافية و أن العدالة هي مطلب الشعب تجاه كل فاسد.

يقول الجواهري عن هؤلاء :

ألا يخجلون إذا قايسوا

حياتهم بحياة الأُلى

سقوا أرضهم بنجيع الدماء

فكان الشعار الدم المستقى

و هؤلاء شغلهم بالبطون

فهلا استعانوا بشد المعى
رحم الله شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى