​كلمات في رمضان

> البيت السعيد

البيت نعمة لا يعرف قيمته وفضله إلا من فقده، وعاش في ظلمات سجن، أو في غربة، أوفي فلاة؛ قال تعالى: ((وَاللَّـهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا))[النحل: من الآية 80]، فالبيت نعمة من نعم الله على عباده، يجد المسلم راحته وهدوء باله، وفيه السكن والراحة والمودة في خضم مشاكل الحياة. إنّ طريق الفوز والنجاة في الدنيا والآخرة لا يبدأ إلا بِصلاح البيوت وتربيتها على الإيمان والقرآن والذكر، أما الخسارة فستكون فادحة وعظيمة يوم يخسر الإنسان أهله ويُضّيع من يعول: ((قل إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)) [الزمر: من الآية 15]. إن العلاقة الزوجية ليست علاقة دنيوية مادية، ولا شهوانية بهيمية، فهي أسمى وأعلى من ذلك، إذ هي علاقة روحية كريمة، إذا ترعرعت ونمت امتدت إلى الحياة الآخرة بعد الممات ((جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ))[الرعد: 23]. البيت السعيد أمانة يحملها الزوجان، وبهما تنطلق مسيرة هذا البيت، فإذا استقاما على منهج الله قولا وعملا ، وتزينا بزينة النفوس ظاهرا وباطنا، وتجملا بحسن الخلق والسيرة الطبية، أصبح هذا البيت مأوى النور، وإشعاع الفضيلة، وأصبح منطلقاً لبناء جيل صالح، وصناعة مجتمع كريم، وأمه عظيمة، وحضارة راقية، يبدأ من صلاح الزوجين، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.

قال ابن القيم: "وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء، وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صِغاراً فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كباراً". ما أجمل أن يجمع الأب أبناءه فيقرأ عليهم القرآن، ويسمع ويسرد عليهم من قصص الأنبياء والصحابة، ويغرس فيهم الأخلاق العالية.

. يطالبها بالتجمل والتزين له، ويأتي لها بثياب خلقة، ورائحته نتنة، يرى أن مساعدتها في البيت عمل مشين، مع أن خير الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فعل ذلك، وقال صلى الله عليه وسلم: «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم» (رواه الترمذي وقال حسن صحيح). ومن حقوق الزوجة كف الأذى عنها، وكذلك مراعاة شعورها، فلا يمدح امرأة أمامها، ولا يرفع يده عليها خاصة أمام أهله وأهلها، كما أن عليه أن يستر ما بينه وبينها من مشاكل وأسرار، ومن أبشع الأمور وأفظعها ضربها أمام أولادها، ومن فعل ذلك فإنه يصغَّر الأم عند أولادها، وتضعف شخصيتها، فلا تقدر على تربية أبنائها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى