سحور الوِفاق

> التأمت الشرعية على مائدة السحور في رحاب المملكة، وبدأ تجديد الوفاق برعاية ملكية وسط متغيرات إقليمية ودولية غير مسبوقة.

طهران والرياض تريدان طي صفحة الماضي، والحوثي حاور السعودية في الظهران وصنعاء ومسقط.

فقد فُتِحَت الأبواب المغلقة،

وجاءت ذكرى تأسيس مجلس الرئاسة مع حلول موسم الصيام.

بينما سارعت ديبلوماسية الحلفاء لاغتنام الفرصة وسط أجواء مليئة بروحانية الشهر الفضيل من أجل لملمة الصف لمواجهة التحديات والانخراط في مشاورات اللحظة الحاسمة، في توقيت وُصِفَ بالاستثنائي، لا ينبغي لأحدٍ أن يعترض أو يبقى معزولا.

إنه سحور مبارك، ربما يأتي لنا بأخبار جديدة، ويقترب من كونه استراحة الساسة من صَخَب الخصومة والصراع.

ستبدو روح الاشتراكي لطيفة، وسيبتسم الانتقالي، وسيلين الإصلاح جانبه، وتطلُّ أريحية المؤتمر.

يقول أحمد أمين في "فيض الخاطر": "ليس المبتسمون للحياة أسعد حالا لأنفسهم فقط، بل هم كذلك أقدر على العمل، وأكثر احتمالا للمسؤولية، وأصلح لمواجهة الشدائد ومعالجة الصعاب، والإتيان بعظائم الأمور التي تنفعهم وتنفع الناس".

إنه سحور الوِفاق، سيخبرنا عن شكل مجلس الرئاسة، ولون الحكومة، وجديد السفارات.

سيكون هناك موعد لمفاوضات بين الحوثي والشرعية، وتبادل زيارات، وصورة الشمال الجديد، وانبعاثه للهتاف القديم.. "قادمون يا صنعاء".

صباح الخير BBC من وحي الذاكرة فحسب، اشتقنا لموسيقى الجولة الإخبارية.

كنا نريد أن نسمع عن سحور الشرعية في جدة والرياض خلال برنامج "العالم هذا الصباح".

ما هذا الفِراق ياراديو لندن، كم آذانٌ حول العالم توقفت عن استقبال أثيرك.

احك لنا يا صاح عن عدن الحبيبة منذ 2015، عن مدينة فتحت قلبها لكل الناس، وفّت ونكثوا، ابتسمت وعبسوا، أعطت وبخلوا لكنها غنّت للأنام:

البرُّ أبقى وإنْ طال الزمان بهِ

والإثمُ أقبحُ ما أوعيتَ من زادِ

سيكون من الضرورة بمكان إعطاء الجنوب مكانا يليق بقضيته، فهو الوجه البارز في الصف، والحليف الذي لايرد الطلب عند النوازل.

شيئا ما سيتعلمه زعماء الأحزاب والمكونات السياسية من اللقاء، كلهم مدينٌ لمواقف التحالف، وكلهم صافحوا الكف النديّة، وارتشفوا من كأس الخليج وطَعِموا من جفنته.

الشعب وحده ظل على عطشه، ينتظر الفرج، ولعله حان الآن.

هو يرى أن الأيام القادمة تحمل رياحا مبشّرات ويمنّي نفسه بــِ "عام فيه يُغاث الناس وفيه يعصرون".

كل الفُرقاء سينشد السلام، لا أحد يستطيع أن يقول "لا" لوقف الحرب، مهما كان ثمن وقفها باهضا.

وعندما يفهم المتشاورون حجم قضاياهم، حينها سيخرج اليمن شماله وجنوبه إلى بر الأمان.

دائما الشعب ينتظر "أليس الصبح بقريب"؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى