​من أبطال المسلمين

> سعد الدين الشاذلي (1)

سعد الدين محمد الحسيني الشاذلي، قائد عسكري مصري برتبة فريق، كان قائد للجيش المصري ورئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، ويعدّ من القادة العسكريين الكبار الذين خاضوا حرب أكتوبر 1973 بين العرب وإسرائيل، وكان الرأس المدبر للهجوم المصري على خط الدفاع الإسرائيلي "بارليف".

اختلف مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وانتقد علنا اتفاقيات كامب ديفيد التي وقعها السادات مع إسرائيل عام 1978؛ واشتد الخلاف إلى حد حذف اسم الشاذلي وصوره من القائمة الرسمية لحرب 6 أكتوبر.

كما تعرضت سمعة الشاذلي للتشويه والهجوم، وحُظرت مذكراته في مصر، إذ كانت سببا في سجنه عامين بعدما قضى 14 سنة لاجئا سياسيا في الجزائر.

ولد سعد الدين الشاذلي في قرية شبراتنا مركز بسيون في محافظة الغربية بدلتا النيل في الأول من أبريل 1922، لأسرة تنتمي إلى الطبقة المتوسطة، كان والده الحاج الحسيني الشاذلي كاتبا عدلا وكان أحد الأعيان الذين يمتلكون أراضي زراعية، ووالدته هي السيدة تفيدة الجوهري، وهي الزوجة الثانية لأبيه.

لسعد الدين الشاذلي 9 إخوة من أبيه و4 إخوة أشقاء، وسمي الشاذلي على اسم الزعيم المصري سعد زغلول قائد ثورة 1919.

عشق الشاذلي المجال العسكري منذ صغره، لا سيما عندما كان يستمع للحكايات البطولية لجده لأبيه الذي كان ضابطا في الجيش المصري وشارك في عدة معارك، أبرزها معركة التل الكبير عام 1882.

تلقى الشاذلي تعليمه الأولي في المدرسة الابتدائية بسيون والتي كانت تبعد عن منزل أسرته حوالي 6 كيلومترات، وبعدما أتم تعليمه الابتدائي انتقل مع أسرته للعيش في العاصمة المصرية القاهرة وعمره لا يتجاوز 11 عاما، حيث أكمل تعليمه الإعدادي والثانوي في مدارسها.

التحق بالكلية الحربية في فبراير 1939 وعمره لا يتجاوز 17 عاما، فكان أصغر طالب في فصله، تخرج منها في يوليو 1940 برتبة ملازم في المشاة، وفي عام 1943، تم اختياره للخدمة في الحرس الملكي، إضافة إلى ذلك شارك في الحرب العالمية الثانية، قبل أن يشارك في حرب فلسطين عام 1948.

الفريق سعد الدين الشاذلي. مهندس حرب رمضان (أكتوبر) 1973
الفريق سعد الدين الشاذلي. مهندس حرب رمضان (أكتوبر) 1973

شارك في الولايات المتحدة الأميركية عام 1953 في تدريب للضباط المظليين لمدة سنة واحدة، وقضى عاما آخر في تدريب عسكري آخر في الاتحاد السوفايتي عام 1958، كما كان ملحقا عسكريا في لندن، وساعدته هذه التجارب على تعلم اللغتين الروسية والإنجليزية.

التحق الشاذلي بحركة الضباط الأحرار التي قادت انقلابا عسكريا في مصر في يوليو 1952، لكنه لم يكن مشاركا مباشرا في الانقلاب لأنه كان في إحدى الدورات التدريبية العسكرية.

وبعد سنة من الانقلاب الذي أنهى فترة حكم الملك فاروق في مصر، سافر الشاذلي إلى الولايات المتحدة الأميركية في مهمة تدريبية متقدمة، وكان من أوائل الضباط الذين تلقوا تدريبات في مدرسة رينغرز العسكرية الأميركية.
وأصبح بعدها قائد كتيبة المظلات 75 خلال العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، حيث تولى قيادة قوة المظلات خلال الفترة الممتدة من 1954 إلى 1959.

وفي عام 1960 أرسلت جمهورية مصر تحت قيادة الرئيس جمال عبد الناصر كتيبة مظلات إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية بقيادة العقيد الشاذلي، ضمن قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام، بناء على طلب رئيس وزراء الكونغو باتريس إيمري لومومبا وبالتنسيق مع الأمين العام للأمم المتحدة حينها السويدي داغ همرشولد، وذلك من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد والحؤول دون عودة بلجيكا لاحتلال الكونغو، التي كانت حصلت للتو على استقلالها يوم 30 يونيو 1960.

وفي يونيو 1967 خلال ما تعرف بحرب الأيام الستة، أظهر الشاذلي كفاءة عالية ووعيا تكتيكيا عسكريا كبيرا، بعد الفوضى التي عاشتها القوات المصرية على خلفية انسحابها العشوائي من صحراء سيناء امتثالا لأوامر القيادة المصرية، بعدما اجتاحت القوات الجوية الإسرائيلية سماء المنطقة.

لكن الشاذلي وضع خطة أخرى، واتجه شرق سيناء ناحية صحراء النقب الفلسطينية عبر ممرات ضيقة، في وقت كانت تتجه فيه باقي القوات المصرية غربا، حيث تمركز بين جبلين خلف معظم خطوط دفاع العدو لحماية قواته من الطيران الإسرائيلي، ومكث هناك يومي 6 و7 يونيو 1967 إلى أن تواصل مع القيادة المصرية التي أمرته بالانسحاب فورا غرب قناة السويس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى