​كلمات في رمضان

> احفظ لسانك

كثير منا يحقق معنى الصيام الصوري، أي: الإمساك عن الأكل والشرب، لكن هل حققنا الصيام الحقيقي بمعنى حفظ اللسان وضبطه عن قول الزور والباطل؟ يقول صلى الله عليه وسلم: ((مَن لم يَدَعْ قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه))؛ [رواه البخاري]، قال المهلب: "فيه دليل أن حكم الصيام الإمساك عن الرفث وقول الزور، كما يمسك عن الطعام والشراب، وإن لم يمسك عن ذلك، فقد نقص صيامه وتعرض لسخط ربه، وترك قبوله منه".

 مسكين! يحرم نفسه من الأكل طول النهار لكنه يأكل لحوم الناس، فكيف يكون صائمًا؟ قال جابر بن عبدالله رضي الله عنه: "إذا صمت، فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم".

 للأسف أصبح السب والشتم واللعن - حتى ولو على سبيل المزاح بين الأصدقاء – أمرًا عاديًّا، اللسان الذي من المفترض أن يعيش على ذكر الله وتلاوة القرآن، وأن يكون عطرًا بكل ما هو طيب - أصبح مصدرًا للأذى والبذاءة والتفنن في أسوأ الألفاظ، هذا غير الغِيبة والنميمة والكذب وشهادة الزور... وغيرها؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر)) رواه البخاري.

 هل نظن أنه أمر بسيط؟! أليس اللسان هو أكبر سبب لكبِّ الناس على وجوههم في جهنم؟! قال عليه الصلاة والسلام لمعاذ بعد أن ذكر أركان الإسلام: ((ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى، يا نبي الله، فأخذ بلسانه، وقال: كفَّ عليك هذا، فقلت: يا نبي الله، إنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم - أو على مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم)) رواه الترمذي، ومعنى يكب: يلقي.

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: "ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزنا والسرقة وشرب الخمر، ومن النظر الحرام وغير ذلك، ويصعب عليه التحرز من حركة لسانه، حتى ترى الرجل يُشار إليه بالدين والزهد والعبادة، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالًا يزِلُّ بالكلمة الواحدة منها أبعد مما بين المشرق والمغرب، وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم، ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات، ولا يبالي بما يقول".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى