كم هي كبيرة مسؤولية المثقف العربي اليوم

>
خواتم مباركة وعيد فطر مبارك وسعيد على جميع المسلمين والمسلمات والصائمين والصائمات وعيد مبارك وسعيد على الشعب العربي في الجنوب وعلى إخواننا وجيراننا أبناء العربية اليمنية، الذين يحتفلون بعيد الفطر في ظل أجواء تباشير خبر الهدنة المؤقتة بين المتحاربين وفرصة مناسبة أن يفكر المتحاربون لماذا هم أصلا يتحاربون وما هي القضية المختلفون عليها والتي أشعلت الحرب بينهم ومن هو المستفيد من هذه الحرب واستمرارها ومن هو الخسران فيها؟
 
بالتأكيد الخسران في نشوب أي خلاف أو حرب هم المواطنون في أي دولة والمستفيد الوحيد من نشوب تلك الحرب واستمرارها هو عدو تلك الشعوب الجاهلة التي تتحارب من أجل أن يستفيد عدوها تعالوا نشوف أين نشبت الحروب وفي أي البلاد طبعا لم تنشب الحرب بين الشعوب في أي دولة أوروبية ولا في الولايات المتحدة الأمريكية بل نشبت تلك الحروب بين أبناء الدول العربية والإسلامية فالأول كانت في العراق ثم انتقلت إلى سوريا ثم انتقلت إلى ليبيا ثم انتقلت إلى اليمن.

لماذا لأن هذه الدول دول عربية وإسلامية، وأيضا غنية بالنفط والغاز والذهب وكثير من المعادن الثمينة. ولسبب آخر مهم أيضا وهو الجهل والحكام الجهلة والعملاء للأعداء، والأعداء لشعوبهم والآن التحقت بالضحايا دولة السودان الشقيق. ترى من يقف خلف إشعال كل هذه الفتن في الدول العربية والإسلامية، وخاصة دول الجمهوريات وهذه ملاحظة مهمة أيضا أن الفتن والاقتتال في دول عربية، قامت فيها ثورات تحررية وأطاحت بأنظمة ملكية كانت عميلة للعدو الأساسي للعرب والمسلمين، كما أن الدول الملكية أو الأنظمة التي تحكمها سلالات من العائلات المعروفة بعمالتها للعدو، ليس فيها أي مشاكل أو متاعب داخلية، بل ولديها جيوش أجنبية وقواعد عسكرية تعمل على حماية الحكام وأنظمتهم بل واستطاع عدونا أن يحول كثيرا من هذه الأنظمة العائلية في المنطقة العربية إلى مراكز انطلاق متقدمة لعدوانه على الشعوب العربية، وتدمير تلك الدول العربية التي قامت على أنقاض أنظمة كانت عميلة لهذا العدو.

واليوم ونحن نشاهد ما يتعرض له الوطن العربي وحكوماته من دمار ونستذكر الفرحة التي عشناها نحن جيل الأربعينيات والخمسينيات، عندما حدثت تلك الثورات التحررية التي أطاحت بتلك الأنظمة العميلة، فنجد أننا كنا نعيش حالة ثقافة وطنية ثورية أفضل بكثير من حالة أجيال اليوم التي تعيش حالة ضياع وتخلف وانهيار أخلاقي وقيمي، وهو بالتأكيد واقع مؤسف لأننا نجد نتائجه في الحروب المشتعلة هنا وهناك. فهل بإمكان مثقفي اليوم أن يعملوا على تغيير هذا الواقع كما فعلها قبلهم مثقفو أيام زمان. إنها مسؤولية وطنية وأخلاقية على جيل المثقفين العرب اليوم، بهدف تغيير فكر وثقافة وسلوك المواطنين في أقطار الوطن العربي، والعمل على وقف نزيف الدم العربي والإسلامي، والعمل على وضع نهاية للحروب الأهلية والبينية داخل أقطار الوطن العربي والإسلامي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى