مايا العبسي والبحث عن جينات أبناء عدن

> إقصاء أبناء عدن من محافظتهم
> بثت قناة السعيدة ثلاثة لقاءات للصحفية مايا العبسي أثناء نزولها ‘لى حافة الهنود كريتر عدن، وكانت أسئلتها حول من وين أنت؟ وإيش أصلك؟ وإيش جابكم من الهند إلى عدن؟ ورد أحد أبناء عدن نحن جينا من الهند سنة 1852م.

وفي اللقاء الثاني سألت "من وين أنت ياخالة فوزية؟ وردت الخالة من عدن وسألت والأصل من وين؟ وردت الخالة الأصل من عدن واستهجنت هي وكيف؟ أنت قلتي لي قبل قليل أن أصولك من الهند. وللأسف الشديد لم تحترم مايا سن الخالة فوزية 88 سنة وبدون زوج وأولاد يعيلونها.

وفي اللقاء الثالث سألت مايا العبسي الشايب العدني هل تعتبر نفسك يمني أو هندي؟ ما هذا السؤال؟ سؤال ذات مدلول عنصري مقيت ووقح، وعلى أبناء عدن رفع قضية أمام القضاء ضد قناة السعيدة والصحفية والأدلة مشهودة وموثقة.

وكان الأحرى بان تسأل العبسي نفسها عن طبيعة الأسئلة التي تطرحها على المواطن العدني البسيط وبالطبع هي تدرك مقصدها؟ أو أن مسألة البحث عن جينات أبناء عدن مشروع يحق لها ولقناة السعيدة، لتثبت مستقبلا بأن أبناء عدن ليسوا يمنيين وهذا مايقولونه .. بأن أبناء عدن بقايا صومال وهنود وباكستانين، وخير مثال سؤال مايا، هل تعتبر نفسك يمني أو هندي؟

والصحفية تعرف بأن هؤلاء أحفاد أحفاد الذين جاء أجدادهم قبل أكثر من 171 سنة من مجيئ اليمنيين إلى عدن، وبالتالي من منحها الحق بالبحث في جينات أبناء عدن؟

وفي ضوء ذلك يثور السؤال من هو العدني الأصل الذي جاء أجداده إلى عدن سنة 1852م، أو الذي جاء أجداده أو آباؤه إلى عدن بعد عام 1947م؟ وبالتالي يبرز السؤال لماذا لم يأت اليمنيون إلى عدن ما دامت عدن كانت يمنية قبل أو مع مجيئ الهنود إلى عدن؟

وللمقارنة عندما أجرت الصحفية المتألقة ليلى ربيع لقاء مع أحد البائعة عن الحالة الشرائية في عدن لفت نظرها لهجة البائع وسألته من أين أنت؟ ورد أنا من عدن، وكررت السؤال باعتبار أنها من بنات عدن تعرف اللهجة العدنية، لكنه رفض الرد وانسحبت بهدوء، وهنا قامت ثورة اليمنيين الإعلامية ولم تقعد على سوالها البريء؟ أو أن اليمنيين 100 % يمنيبن، وكأنه لا توجد جاليات حبشية وفارسية وتركية حكمت اليمن واستقرت فيها.

ومع كل ذلك هذا ليس هذا موضوعنا، ما نود قوله أن أبناء عدن الحقيقيين هم أبناء السلطنة العبدلية فقط، والذي جاء أجدادهم وآباؤهم إلى عدن سواء من الجنوب العربي أو من دول الكومنولث البريطاني، أو من المملكة المتوكلية اليمانية، واستقروا في عدن ما قبل العام 1900م أو بالكثير منذ أن انتقلت تبعية عدن من حكومة الهند البريطانية إلى لندن (1/4/1934م -- 1/4/1937م) أصبحوا عدنيين أقحاح فقط.

أما من جاء أجدادهم أو أباؤهم إلى عدن بعد العام 1/4/1937م ومن أين ما كانوا واكتسبوا الجنسية اليمنية لا يعتبرون أن هويتهم المحلية عدنية.

أما عن اختيار ذلك التاريخ لأن بريطانيا دشنت المرحلة التشريعية في عدن(1937/ 1947م) لإقامة دولة الجنوب العربي ولهذا حددت من هم العدنيون قانونا.

أما الادعاء بأن كل من سكن أو ولد أو عمل أو لم يسكن أو استخرج شهادة ميلاد مزورة أو بطاقة هوية مزورة من أي محافظة تصدر يعتبر عدنيا يحق له أن يحمل هويتين محليتين الأولى عدنية والثانية هوية محافظته.

وما نشهده اليوم أصبح أبناء عدن الأصليين أقلية، ليسوا لأنهم محرومون من إدارة مدينتهم عدن فحسب، وإنما تم إقصاؤهم من كل وظائف السلطة المركزية، بل وينظر إليهم العنصريون نظرة دونية، وخير مثال أسئلة مايا العبسي. وهذا التمييز العنصري يمارس تجاه أبناء عدن الأصليين.

أما الوافدون إلى عدن ما بعد العام 1937م فهم يمنيون أصلاء، ويحق لهم ولأبنائهم في تبوء إدارة عدن وإدارة محافظاتهم .

لذا أرجو أن يستوعب الجميع ذلك وأنصح بالاطلاع على كل القوانين في جميع الدول، التي تحرص على تنظيم إدارة الدولة بما فيها تنظيم إقامة المواطنين سواء في عواصم الدول والمدن والبلدات، وبالتالي ينبغي أن تعطى الأولوية لأبناء عدن لإدراة مدينتهم، وفي كل الوحدات الإدارية في عدن كحق وكرد اعتبار وإصلاح الذات، أو أن الأمر هنا مختلف لأنها جينات غير يمنية؟

وفيما يتعلق بالسلطة المركزية فموضوعها آخر، بحيث يتمثل الجميع تحت نظام قانوني وإداري مع الأخذ ببعض الاعتبارات والكفاءة وليس المحاصصة ولنا تحربة رائدة في اتحاد الجنوب العربي والإمارات وماليزيا وغيرها.

والجدير بالذكر بأن من الأسباب الرئيسية للصراعات السياسية في عدن منذ الاستقلال هو السيطرة على الوظيفة، بدأ بطرد الكفاءات العدنية ذات الخبرات والمعارف العلمية والعلمية التي اكتسبتها من الإدارة البريطانية و كان لها دورا كبيرا في تطوير منشاءات بعض الدول التي هاجروا إليها.

وبالأخير ندعو السلطة المركزية والمحلية إلى أن تولي أبناء عدن إدارة محافظتهم بكافة فروعها الإدارية وإشراكهم في الهيئات المركزية حتى لا يتناقض ذلك مع شعار دولة جنوبية فيدرالية وأبناء عدن مقصيين من إدارة محافظتهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى