​أقاليم الواتس.. خاف ولا خاف ولا عسى

>
أضاع أحدهم حمارا فشرع يبحث عنه فوجد بقايا فريسته، لكنه أطال البحث يوما تلو الآخر، فساله أحدهم: هل عثرت على الحمار؟ فقال: الحمار أكلته جعيرة "الضبع" ووجدت بقايا فريسته فقال له السائل: ولماذا مازلت تبحث عنه فرد قائلا: الحمار أكلته "جعيرة" لكن خاف وإلا خاف و إلا عسى!

دولة اليمن الاتحادي الافتراضية تجاوزتها المرحلة فأكلها الحوثي، وفُرِض خارج جغرافيته واقعا عسكريا وسياسيا، ولا يمكن لمشروعها أن يُطبّق على أرض الواقع ، الذين مازالوا يروجونه إما مصدّقون لدرجة السذاجة، أو لهم أجندات لاعلاقة لها بالأقاليم، وكلهم تنطبق عليهم حالة"خاف و إلا خاف و إلا عسى" فالأقاليم نقضتها وثيقة السلم والشراكة، وصارت وثيقة أممية ثم انقلاب الحوثي و عفاش، حيث انقلبا على الأقاليم، أحدهما للحفاظ على الحق الإلهي، والآخر للحفاظ على الحق العصبوي، وكان الحوثي الأقدر على اللعب على رؤوس الثعابين فابتلع عفاش، ثم حرب ثماني سنوات التي فشلت في أن تكسر الحوثي وتنزع سلاحه،  ومن يرفعونها "كقميص عثمان" لعلها تحقق لهم "زينة شراكة" في حكم الحق الإلهي، إذ جاءت اتفاقية بكين بين المملكة وإيران وسيخرج التحالف العربي من الشأن اليمني بعد أن أفشلتها قوى مشروع الأقاليم التي ظلت تعلفها خلال سنوات الحرب.

 فهل ستطبق تلك المخرجات قوات الانسحابات التكتيكية أم ستطبقها هاشتجات تويتر؟
يعلمون أن مابعد خروج التحالف استراحة محارب للحوثي، الذي لا تؤمن نظريته في الحق الالهي بإقليم بل بقناديل وزنابيل، وسيعيد الحرب لابتلاع مايقدر على ابتلاعه، ويعلمون أن الرهان على المنطقة العسكرية الأولى خاسر، وأن ولاء "أبوعوجا"  حيث ولاء حاشد! ولن تمنعه أي قوة من إشهار الصرخة بعد خروج التحالف، حين نربط هذا الافتراض بتسريب بيانات لبعض الأحزاب لجس النبض السياسي! فالحوثي سيقبل "أبوعوجا" سواء كان على تنسيق مع تلك القوى الحزبية ليقبلها "زينة سياسية" أو بمعزل عنها إذا قدّم له حضرموت الوادي هدية بل سيجعله وذريته ولاة على الوادي ولن تمنعه الهاشتاجات ولا مشاريع استقلال الواي فاي، ولن تقاوم ذلك القرار إذا قام به "أبو عوجا" إلا القوات الجنوبية.

يعرفون استحالة الأقاليم وكل من يروجون لها خاصة في محافظات شبوة -حضرموت- المهرة- سقطرى يريدون من بثها شق الصف الجنوبي والترويج بأنها بديل متوافق عليه سيضمن حقوق أبناء هذا الإقليم، ويكون جزءا من اليمن. أما لو كان جزءا من الجنوب فإن خيارهم استقلال حضرموت !!  إذن ما مصير بقية محافظات الاقليم؟ "يتمسكون بآذانهم" فدعاة الإقليم هم دعاة استقلال حضرموت هم من ذات الحزب!

في عهد سلطة الإخوان في شبوة عندما أُفتتح ميناء "قنا" كانوا يروجون على صفحات التواصل أن افتتاحه ضربة لمحافظة حضرموت التي لاتحب لشبوة الخير ،  وأن شبوة أقرب إلى مارب !! والآن "قلبوا الدفة" بتسويق الأقاليم، لم تعد تُذكر، فالكل يعلم استحالتها والحوثي منتصر، ولم تستطع الحرب أن تجرّده من سلاحه وليس لديهم قوة تنزع سلاحه إلا الهاشتاجات، ولو أن الهاشتاجات تؤسس مشروعا أو تنصره، فإن هاشتاجات أنيس منصور ومختار الرحبي وجوقتهما كانت كافية أن تحتل صنعاء!

ومع ذلك يكذبون على الناس بالأقاليم على طريقة صاحب الحمار "خاف و إلا خاف و إلا عسى!".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى