الوطن الجديد

> أضعف الحوثي حزب المؤتمر الذي وقّع اتفاقية الوحدة مع الحزب الاشتراكي، وقُتِل صالح ونُفي علي البيض من قبل.

كل الذين نزلوا من صنعاء عشية 22 مايو إلى عدن غادروا دنيانا أمثال الشيخ عبد الله الأحمر والشيخ سنان أبو لحوم وعبد الكريم العرشي وعبد العزيز عبد الغني ومجاهد أبو شوارب وعبد الكريم الإرياني وغيرهم.

في صيف 94 اجتاح نظام صنعاء الجنوب، ثم عاد لغزوه مجددا في 2015.

وأمام هذه الهجمة الشرسة كان على الجنوب أن يستنفر للدفاع عن أرضه وشعبه.

دُشِّن الحراك في 2007 حيث بزغ نجم الربيع العربي، ورُفِعت لأول مرّة راية الجنوب.

التف الشعب حول المطالب بينما اشتد غضبه تجاه سياسة الإقصاء والتهميش التي مارستها حكومات صنعاء.

منذ الحراك تخلّق وطن الحرية، حيث لم يبقَ من الوحدة غير اسمها.

أربع سنوات من الانتفاضة المباركة كانت كفيلة لانبعاثة ثورية في الشمال بدأها شباب ساحة التغيير ضد نظام صالح.

الدرس الذي تلقّفه ثوّار صنعاء من حراك الجنوب، يشي بحقيقة أن الوحدة اليمنية دُفِنَت تحت أقدام الاستبداد.

لم يدُم اتفاق السلم والشراكة بين الحوثي وحكومة هادي طويلا، كأن عدن أخبرت الجميع أن الاحتفاء بباب اليمن وسوق الملح كان خطيئة الحزب الاشتراكي الذي هرول إلى وحدة اندماحية، إذْ نتج عن الدمج كيان الشمال، وغُرِّب بالجنوب الذي كان دولة يُحسب لها ألف حساب.

كان الحراك صادقا عندما تبلورت مطالبه إلى الدعوة بفك الارتباط.

أما الشمال فقد جاهر بالانفصال في صيف 94، حتى أنه ظل يحتفي بـ 7 يوليو على أنه انتصار بزعمه، قبل أن تدهمه ثورة الحراك، وتهزّه قبضة ساحة التغيير، ويهدّه سوط الحوثي.

ليس يعني ذلك أن الأحداث التي جرت كانت جميلة ومثالية، فلطالما حلم الكثير في الشمال بعودة نظام صالح بعد أن تجرّعوا غُصّة الحرب لثماني سنوات حيث سُلِبَت منهم حريتهم وصودرت أموالهم.

في هذه الأثناء استيقظ الجنوب، وتمنّى الشعب استعادة دولته، فِرارا من مصائب الشمال الذي ترك شعبه ووطنه تحت تصرُّف الإمام السيّد.

بدأ الجنوب يبني قواته المسلحة، وكان ساعد الشرعية الأقوى برعاية التحالف لمواجهة الانقلاب.

ضعُفت الحكومة المعترف بها دوليا وتمكّنت المليشيا من الأرض، وصار الشمال في قبضتها، وفرّ ساسة مدينة سام المناوئين لحكم المليشيا إلى عدن طلبا لوطن بديل، كما نزحت أرتال من البشر من بلاد الحجرية وتهامة إلى محافظات الجنوب وعرّشوا هناك.

لقد أفرزت سلسلة الأحداث هذه حقيقة مفادها أن حكومات الشمال جعلت الحصول على السلطة والثروة مقدما على قضية الوحدة المزعومة.

خلاصة القول أن الجنوب لم يعد يحتمل مصائب الأشقاء في الشمال التي بلغت مدىً مزعجا، وحين يقف في صف الشرعية الآن برأسه الشامخ لتحقيق السلام، فإنه ينفض عنه تواكل أشخاص عجزوا لوحدهم من استعادة دولتهم السليبة، واستصرخوه ليقف معهم، فكان شهما فلم يرد الطلب، بينما الساسة هناك كانوا سبب الخطيئة التي أحاطت بالبلد، وهم من ألقى زجاجة الحليب على الأرض، وغفلوا عن نصيحة الدكتور بول براندوني الذي وقف ذات يوم هاتفا .."لا تبكِ على الحليب المُراق".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى