من ثقافة الصراع إلى ثقافة الحوار

> بداية، نرفع القبعات احتراما للفريق الذي أدار الحوار الجنوبي بقيادة المايسترو الصبور د. صالح الحاج وزملائه، فردا فردا، لما تميزوا به من النفس الطويل حتى في مواجهة الانتقاد الصلف الذي تعرضوا له، ونأمل أن لا يتوقف دورهم بانعقاد اللقاء التشاوري الجنوبي الأول.

وتحية للإرادة السياسية التي ساندتهم، من الأخ الرئيس عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وكل قيادة المجلس إلى كل الطيف الجنوبي، قوى سياسية وشخصيات.

مثل اللقاء التشاوري الأول الذي شهدته العاصمة عدن خلال الفترة (4 - 8 مايو 2023) ثمرة أولى من ثمار الحوار الجنوبي, ومحطة متقدمة أخرى على طريق الشراكة الجنوبية على قاعدة أن الجنوب لكل وبكل أبنائه.

شهدت قاعة التشاور الجنوبي ولادة وثائق تؤسس للعمل السياسي الجنوبي الجمعي، خلال الفترة القادمة منذ يوم الغد حتى الوصول بالجنوب إلى بر الأمان، من وثيقة إدارة الوضع الراهن إلى آليات وشروط التفاوض وصولا إلى الميثاق الوطني وأسس بناء الدولة.

تناقشنا حول المفاهيم وصرخنا في وجوه بعضنا وتباينت رؤانا، لكنا وصلنا إلى كلمة سواء، ووضعنا توقيعاتنا على نتائج عملنا، وتعانقنا فرحا بنجاح وحدة كلمتنا، وأبقينا الباب مواربا لمن لم يشاركنا في التشاور الجنوبي الأول.

لا ينكر أحد في أن ثقافة الصراع التي عصفت بالجنوب منذ ما قبل الاستقلال الأول في 1967م حتى الأمس القريب، قد فعلت فعلها في الذهنية الجنوبية وتحولت إلى (وتد) ربط البعض نفسه بهذا الوتد ولا يريد مغادرة مربع ثقافة الصراع ذاك.

واقع الحال أن الشارع الجنوبي سئم من ثقافة الصراع تلك، التي التهمت خيرة الرجال وأبعدت العقول الجنوبية عن لعب دورها وحرمت الجنوب من التراكم (في المعرفة والثروة) اللازمتين لنهوض ونمو الشعوب والأوطان.

التشاور الجنوبي هو طوق نجاة للجنوب وأبنائه، وعلينا جميعا أن نتشبث بهذا الطوق للخروج من ثقافة الصراع إلى ثقافة الحوار وتبادل المصالح، ألا هل بلغنا؟ اللهم فاشهد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى