الذي ولد (ميتا) هو من نفخ الروح في خلايا وجسد الجنوب العظيم الحي؛ الذي لم ولن يموت مهما تعددت طعنات الغدر القاتلة التي أصابت رأسه وصدره؛ وأثبتت الحياة بأن الذي مات هي تلك المشاريع المعادية لقضية شعب الجنوب الوطنية؛ وتلك الآمال الخائبة والأحلام المريضة التي أصيب أصحابها بالهلع عند تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي؛ ولم يستوعبوا بأن شعب عظيم كشعبنا لا يخرج من بين صفوفه غير الأوفياء لآماله وأهدافه الوطنية الكبرى؛ والمستعدون دوما وبغير تردد للتضحية من أجلها وكتابة وثيقة انتصارها بحبر دمائهم الطاهرة.
وبمناسبة الذكرى السادسة لتأسيس المجلس التي مرت علينا يوم أمس الحادي عشر من مايو الجاري؛ نجدها هنا فرصة لأن نعبر عن ثقتنا مجددا بقدرة شعبنا الجنوبي العظيم على تجاوز هذه المرحلة التاريخية الحاسمة في مسيرته الوطنية والوصول بآمان إلى محطتها الأخيرة؛ اعتمادا على ما تحقق في لقاء التشاور الوطني الجنوبي؛ وهو الحدث التاريخي المفصلي وبكل المقاييس؛ وبما رافق ذلك من إجراءات وطنية مسؤولة على صعيد هيكلة المجلس الانتقالي؛ وبما سيليها من تدابير وخطوات وطنية متوقعة على هذا الصعيد وفي غير ذلك من المجالات؛ فقد أصبح بذلك الطريق إلى المستقبل أكثر وضوحا من أي وقت مضى.