إنجاز وطني بطعم الانتصار التاريخي

> انتصرت الإرادة الجنوبية لذاتها وللوطن بهذا المنجز التاريخي، بعيدا عن أي أيديولوجيا مستوردة من الخارج.

الميثاق الوطني ضمانة لصون السلم الأهلي والمجتمعي، وعقد شراكة لفئات المجتمع الجنوبي، من أجل استعادة الوطن وبناء الدولة. وقد تحقق بفعل ثمرة جهود عظيمة وتوافق وطني عريض، يبعث على الطمأنينة لكافة أطياف ومكونات المجتمع الجنوبي، ويحيي الأمل بأن القادم سيكون لا محالة أكثر إشراقا في حياة شعبنا وربوع دولتنا الجنوبية.

الفضل لذلك الانتصار التاريخي يعود إلى تماسك القيادة، وتحالف القوى السياسية والمجتمعية بالتفاف واعٍ، من قبل الشعب الجنوبي في لوحة وطنية تجسدت مجددا يجعل من تاريخ 4 مايو يوما للانتصار، والثبات على خطى استعادة الجنوب وطن لكل وبكل أبنائه.

ربما انتهى الحوار الجنوبي بمرحلته الأولى، ولكنه سيبقى أسلوب حضاري لممارسة الحياة السياسية والمجتمعية، حاضرا ومستقبلا هذا ما تجسد في الميثاق الوطني الجنوبي، الذي يعد بمثابة مقدمه دستور لإخراج الجنوب إلى ربوع الدولة المنشودة.

التهنئه أولا لشعبنا الجنوبي وقواه الحية، وكل المدافعين في الخطوط الأمامية، والثابتين بصلابة والساهرين على أمنه واستقراره، وحماة عرينه ولكل تلك التضحيات التي بذلت بسخاء من أجل وطن جنوبي مستقل ذات سياده.

ثم التهنئة لربان سفينتنا الجنوبية قائد وموجه ومفوض لإدارة الوطن، وإخراجه من براثن المحتل، الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي وزملائه في قيادة المجلس الانتقالي وكافة الفعاليات السياسية الجنوبية المتحالفة مع المجلس الانتقالي في الدفاع عن الوطن.

التحية بحرارة لمايسترو الحوار وقائد فريقه الداخلي الأستاذ د. صالح محسن الحاج، وزميله رئيس لجنة الحوار الخارجي الأخ أحمد عمر وكافة الإخوة أعضاء لجنتي الحوار. جهودهم الدؤوبة خلال العامين أثمرت بهذا المنجز الذي يحق لهم ولكل جنوبي أن يفتخر به وكم كان شعبنا بأمس الحاجة لمثل هذا المدخل لمعالجة كافة الاختلالات في النسيج المجتمعي الجنوبي، والخروج من متلازمة الحروب والصراعات الداخلية، وتجاوز مساوئ الوحدة والاحتلال والتدخلات الخارجية.

تجربة جنوبية رائدة من شأنها أن تقلل من حجم الأضرار، التي تحيق بمسيرتنا النضالية، وتحمي النسيج الوطني، فهذا الميثاق والإجماع الذي ساد لإقراره. كفيل بأن ينمي الشعور الوطني والالتزام بأسلوب الحوار والعمل الديمقراطي، واحترام حقوق الآخرين والعدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات، وهي أمور تشكل منظومة متكاملة لبناء المجتمع وإخراج وطننا الجنوبي من حالة الاحتقان والتردي والتراجع والحروب، إلى حالة النمو والتطور والبناء والتقدم والازدهار بعون الله.

من واجبنا كمواطنين وقادة الجنوب أن نحمي ونصون ميثاق الشرف، ونطبقه في ممارساتنا وسلوكنا اليومي، وأن نجعل منه بابا للانفتاح على كل من له رأي، ليبقى الحوار وسيلة لحل كل المعضلات، ولن ننجح إلا باستكمال الحوار مع من لايزالون خارج الصف، بغض النظر عن الاختلاف في الرؤى، فالجنوب وطن كبير وفيه متسع لكل جنوبي.

ونتمنى على اِخواننا اليمنيين مثقفين ورجال دولة، كوادر وكل الأحرار أن يقللوا من حالة الهذيان، وأن لا يقلقوا على الجنوب، فلن يكون إلا وطنا يحمل الخير والأمن والسلام لنا ولهم ولربوع المنطقة.

عليهم ألا يجعلوا من المتطرفين القتلة الذين يحملون شعار الوحدة أو الموت، يعبدون الطريق التي تسوقهم مرة أخرى إلى الاقتتال والخراب والموت ولن تجلب لهم وطنا يعيشون في ظله وينعمون بخيراته.

نحن في الجنوب اليوم نثق بقائدنا الرئيس عيدروس الزبيدي ورفاقه، لإصرارهم بأن يكون الجنوب وطنا لكل أبنائه، وأن يتشارك كل الجنوبيين في الدفاع من أجله وإعادة بنائه وقيادته نحو المستقبل.

فهنيئا لهذه الوحدة الوطنية والالتفاف الجماهيري لشعبنا التواق إلى تجسيدها في الواقع حاضرا ومستقبلا.

الله يحفظ الجنوب وطنا لكل وبكل أبنائه.

* دبلوماسي جنوبي سابق

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى