على رأسها أزمة اليمن.. وزراء الخارجية العرب يرتبون ملفات قمة العودة في جدة

> "الأيام" وكالات:

> ​انطلق اجتماع تحضيري لمجلس وزراء الخارجية العرب، الأربعاء، بجدة غربي السعودية، للإعداد للقمة العربية على مستوى القادة المقرر انعقادها الجمعة بالمملكة، يرجّح أن يشارك فيها الرئيس السوري بشار الأسد، إثر جهود دبلوماسية أفضت إلى إعادة دمشق إلى محيطها العربي بعد عزلة استمرّت أكثر من 11 عامًا على خلفية النزاع المدمّر في هذا البلد.

ووفق وسائل إعلام سعودية، "انطلق اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية بجدة، وتسلم وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، رئاسة القمة العربية من نظيره الجزائري أحمد عطاف.

وترأس وزير الخارجية السعودي الاجتماع الوزاري وذلك للنظر في مشاريع القرارات التي سيتم رفعها إلى قمة القادة، الجمعة.

وفي كلمته، قال الأمير فيصل بن فرحان "تمر المنطقة بتحديات كبيرة على الأصعدة كافة، ونتطلع لمواجهة التحديات العربية المشتركة بما يحقق التطلعات"، مرحبا بمشاركة الوفد السوري بالقمة رقم 32.

وأضاف "نحتاج للعمل المشترك على رفعة الشعوب العربية، وعلينا أن نبتكر آليات جديدة لمواجهة التحديات التي تواجه دولنا".

والإثنين، انطلقت أول الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية في دورتها العادية الـ32، في مدينة جدة غربي السعودية، قبل أن يلتئم الثلاثاء، الاجتماع الثاني على مستوى المندوبين الدائمين، واليوم الاجتماع الوزاري.

وفي نوفمبر الماضي، استضافت الجزائر القمة العربية في دورتها العادية رقم 31.

وفي كلمة التسليم، دعا وزير الخارجية الجزائري إلى الخلافات العربية داخل البيت العربي، مشدداً على أن القمة القادمة تسعى لتوحيد الكلمة لمواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة.

وأكد عطاف أن على الدول العربية التركيز على العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات العالمية، وكذلك على ضرورة الاهتمام بالتحولات التي يشهدها العالم، لأنها ستغير موازين القوى، قائلاً "علينا التحرك مع المستجدات".

وأيّد جهود السعودية التي تبذلها لوقف النار في السودان، وحل الأزمة.

كما رحب الوزير الجزائري بعودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية، لافتاً إلى أن الحوار الليبي-الليبي وحده سيعيد الاستقرار إلى ليبيا.

وشدد على مواصلة الجهود لتحقيق المصالحة الفلسطينية وصولاً للوحدة الوطنية، ودعم تطلعات الشعب اليمني لاستعادة أمنه واستقراره، آملاً أن يشهد لبنان تفاهما بين أبنائه لحل أزمته الداخلية.

وبدوره، أكد أمين عام الجامعة العربية، أحمد أبوالغيط، أن الحضور العربي كامل في قمة جدة، مرحباً بعودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية.

ورأى أبوالغيط أن الحكومة الإسرائيلية مسؤولة عن تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، موضحاً أن الوضع هناك بات يقترب من مرحلة الانفجار.

ولفت إلى أن هناك مؤشرات إيجابية من إيران وتركيا لوقف تدخلهما في شؤون الدول العربية.

أما عن الأزمات في سوريا واليمن وليبيا، فاعتبر أنها تحتاج لمقاربات من أجل إخراجها من الجمود، وشدد على أن قمة جدة تعد فرصة لوضع حد لمظاهر التسلح في السودان.

وفي وقت سابق، بدأ رؤساء وفود الدول المشاركة في الاجتماع الوزاري التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته الثانية والثلاثين، بالتوافد إلى جدة.

وتشارك في القمة سوريا بعد غياب لأكثر من 11 عاماً، وشاركت دمشق في الاجتماعات التحضيرية، فيما تحفل القمة بعدد من الملفات العربية الأخرى الساخنة على رأسها الأزمة السودانية وملفات اليمن وليبيا والتطورات الأخيرة في غزة.

ومن المحتمل أن يشارك الرئيس السوري بشار الأسد الجمعة في القمّة، إثر جهود دبلوماسية أفضت إلى إعادة دمشق إلى محيطها العربي.

وتعد مشاركة الأسد خطوة كبيرة نحو إنهاء عزلته العربية بعد أكثر من عقد على تعليق عضوية دمشق إثر قمعها الاحتجاجات التي تحولت إلى نزاع دام أودى بحياة أكثر من نصف مليون شخص.

ويرى خبراء أنّ دعوة الأسد للمشاركة في قمة جدة تظهر أيضا نفوذ السعودية التي تسعى راهنا الى البروز كصانعة سلام في المنطقة، بعدما تغلّبت على اعتراضات عدد من الدول من بينها قطر لإعادة سوريا الى الحضن العربي خلال مباحثات في القاهرة مطلع الشهر الجاري.

وبالإضافة إلى تطبيع العلاقات مع نظام الأسد، من المتوقّع أن تتصدّر جدول أعمل القمة أزمتان رئيسيتان: النزاع المستمر منذ شهر في السودان بين الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، والنزاع في اليمن المستمر منذ أكثر من ثماني سنوات.

وتُعقد القمة في جدة حيث يتفاوض ممثلو الطرفين السودانيين منذ نحو عشرة أيام، برعاية مسؤولين أميركيين وسعوديين.

وفي اليمن، تدفع السعودية نحو اتفاق سلام بين المتمردين الحوثيين والحكومة التي تدعمها على رأس تحالف عسكري يشارك في العمليات العسكرية في اليمن منذ العام 2015.

ولم تؤدِ الجهود الدبلوماسية السعودية المكوكية في الملفين إلى اختراق كبير، لكن محللين وكتّاب رأي سعوديين متفائلون.

ويقول المحلّل السعودي سليمان العقيلي لوكالة الصحافة الفرنسية أنّ "قمة جدة من أهم القمم من فترة طويلة لأنها ستعيد بناء المنطقة العربية بشكل يعتمد على المصالح وتحويل التحدّيات إلى فرص".

ويتابع "ستكون القمة ناجحة إذا استطاعت إعادة إدماج سوريا في النظام العربي واتخذت موقفا قويا من النزاع في السودان واليمن".

وتسارعت التحولات الدبلوماسية الأخيرة بعد اتفاق مفاجئ بوساطة صينية أسفر عن استئناف العلاقات التي كانت مقطوعة بين السعودية وإيران وأعلن عنه في 10 مارس.

بعد أقل من أسبوعين، أعلنت السعودية أنها بدأت محادثات حول استئناف الخدمات القنصلية مع سوريا، الحليف المقرب من إيران، قبل أن تعلن قرار إعادة فتح بعثاتها في البلاد. وتلى ذلك تبادل زيارات لوزراء خارجية البلدين وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من عقد.

إلا أنّ وجود الأسد المحتمل في جدة الجمعة لا يضمن إحراز تقدّم في التوصل الى حلّ لإنهاء الحرب في سوريا.

وليس واضحا ما إذا كانت الجامعة العربية ستمكّن من القيام بجهود فاعلة بشأن قضايا ملحّة مثل مصير اللاجئين السوريين وتجارة الكبتاغون التي تُتهم دمشق بدعمها.

وتقول كبيرة محللي شؤون الخليج في مجموعة الأزمات الدولية آنا جاكوبس "من المهم أن نتذكّر أن عودة الأسد إلى الجامعة العربية إجراء رمزي لبدء عملية إنهاء عزلته الإقليمية".

وتتابع "من نواح كثيرة، هي بداية التطبيع السياسي، ولكن سيكون من المهم مراقبة ما إذا كان ذلك سيترافق مع تطبيع اقتصادي، لا سيما من جانب الدول العربية الخليجية".

ويمكن قول الأمر ذاته حيال الوضع في السودان واليمن. فقد توصّل طرفا النزاع في السودان الأسبوع الماضي إلى اتفاق "إنساني" لتمرير المساعدات الإنسانية وضمان خروج المدنيين من مناطق النزاع، لكنهما عجزا عن التوصل لهدنة في مفاوضات وصفها مسؤول أميركي بأنها "صعبة جدا".

وبخصوص اليمن، أفاد السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر في مقابلة أخيرا مع وكالة الصحافة الفرنسية أنّ أطراف النزاع في اليمن "جديون" بشأن إنهاء الحرب المدمرة، لكن يصعب التنبؤ بموعد إجراء محادثات مباشرة مع الحوثيين.

وقال توربيورن سولتفيدت من شركة فيرسك مايبلكروفت الاستشارية إنّ هناك القليل من الشك حول نهج السعودية الدبلوماسي فيما يتعلق بالقمة وما بعدها.

وأوضح سولتفيدت "هناك دلائل واضحة على أن السعودية تبتعد عن سياستها الخارجية المغامرة سابقاً وتسعى لإعادة اكتشاف نفسها كوسيط دبلوماسي رئيسي في المنطقة".

لكنّه أضاف أنّ "الحكم لا يزال بعيدا" بشأن ما إذا كانت هذه المهمة ستنجح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى