استهبال عيني عينك..!

> محمد العولقي

> يُضحكني هذه الأيام إتحاد عام كرة القدم (المغترب) في بلاد الخارج ، عندما يلوح بقميص منتخب الناشئين ، مستدراً القلوب الرقيقة والأفئدة اللينة بحثاً عن حسنة هنا أو هناك.

يضحكني هذا الاتحاد الذي انفصل عن واقع معاناة الأندية والفروع ، وأصبح يُعاني في بلاد الغربة من انفصام في الشخصية ، ومع ذلك يستهبل في حملاته ودعاياته ذات الإطار الكوميدي.

أستلقي على ظهري من شدة الضحك ، لإدراكي بأن هذا الاتحاد المهاجر ، يسوق العبط على الشيطنة يرقص لوحده على واحدة ونص في الظلمي ولا أحد يكترث برقصته العرجاء الأشبه برقصة الديك المذبوح .. وما أقسى أن يرقص الاتحاد على كورنيش الدوحة ، وعلى ضفاف النيل وحيدا منبوذا شريدا مشردا، فلا يجد يمنياً واحداً يقول له من باب شد الحيل : (ياسين على الطارف).

أما آخر حكايات هذا الاتحاد (الهايص) في دوحة (مارينا حميد شيباني) و(اللايص) في قاهرة (عندليب الدقي) ، أنه يستبق ما قد يحدث لمنتخب الناشئين ، في نهائيات كأس آسيا بتايلند ، بفاصل من بكاء النائحة المستأجرة ، فبدأت مواويل (خط الرجعة) ، وموشحات (الواد سيد الشغال) تأخذ طابع التمهيد الخبيث بطريقة يتذاكى فيها الاتحاد بنهج (سبقني وبكى ، سبقني واشتكى) بالنواح على سور الأزبكية ، وبذرف دموع التماسيح مبكراً عبر تقنية (سوق واقف).

يلعب هذا الاتحاد لعبة (الاستغباء) بجس نبض الجماهير اليمنية، إذا جاء المراد من رب العباد وتأهل المنتخب إلى نهائيات كأس العالم، فهذا الإنجاز العظيم صنع في (فيلا) حبة البركة الشيخ أحمد العيسي الذي صرف على فلذات الأكباد من بورصة أمواله .. وإذا اندحر المنتخب اندحارا سامجا وغادر البطولة وقفاه يقمر عيشاً ، فالعيب ليس في جيب الشيخ ، ولا في تفانيه واهتمامه بالمغتربين ، لكن العيب في التجار ورجال الأعمال والبيوت التجارية الذين لم يدفعوا (الجزية) الوطنية لهذا الاتحاد الفاشل خططياً وإدارياً.

بحسبة بسيطة كلها جمع وضرب : يستنزف اتحاد الكرة أموال صندوق النشء والشباب بعدن دون تصفية العُهد، فلا تدري أين تذهب الملايين، وكأنها (بول في نيس).

لاحظوا : أندية عدن وبقية الأندية الجنوبية في المحافظات المحررة تتلاشى دون دعم مالي ، وحالها يصعب على الكافر والزنديق ، بينما فلوس الصندوق تهرول إلى القاهرة والدوحة بالعملة الصعبة ، ولا عزاء لأندية عدن سوى الغناء مع الفنان أحمد يوسف الزبيدي : الماء هنا جنبي وأنا ميت ظمأ.

عرفت عن طريق مصدر خاص من وزارة الشرعية بعدن أن صندوق النشء ضخ وسيضخ ما يقارب مائة مليون ريال فقط كمرحلة أولى لدعم وتجهيز منتخب الناشئين، ولو أن لهذا المنتخب إدارة تضع كل ريال في مكانه لكان هذا المبلغ كفيل بحل أهم الإشكاليات.

طيب دعوكم من التعاطي المشبوه بين وزارة نايف صالح البكري واتحاد عام الكرة على أساس أن وراء عدم تصفية العُهد المالية (ستر وغطاء) ، وفي رواية أخرى ستر وغباء ، ودعوني أضعكم أمام هذه الحقائق حتى لا يضع الاتحاد العربة قبل الحصان باختلاف عذر أقبح من الذنب .. منتخب الناشئين يعسكر حالياً في الدوحة على حساب الاتحاد القطري لكرة القدم (حمول زمول) يعني الاتحاد لا يصرف على سكن ، ولا على تغذية قرشاً واحداً.

معروف أن المنتخبات التي تأهلت إلى نهائيات كأس آسيا للناشئين ، تلقت أو ستتلقى دعما ماليا من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم حسب اللوائح ، فأين المبلغ؟ وما مصيره؟ وما الحاجة لفتح مزاد علني للشحت بإسم الوطن والوطنية ، فيما الداعمون يعلمون ، أن المصداقية سقطت في البئر؟ .. اتحاد الكرة يتلقى دعما ماليا سنويا من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ، شأنه شأن كل الاتحادات الأعضاء ، فلماذا لا نجد له أثراً على مستوى إعداد المنتخبات، ولا على مستوى إقامة نشاط داخلي محترم يحرر الأندية من الجمود والبطالة؟

مقدماً سأكون بقلبي وعقلي وحواسي الخمس مع صغارنا في تايلاند ، وسأطير من السعادة إذا تأهل المنتخب إلى نهائيات كأس العالم لكن إذا أخفق المنتخب هناك فلا تحرقوا صغارنا بنيران انفعالكم ومبرراتكم الأفلاطونية ، ولا تتحفونا بمزيكة شحة الامكانيات ، وبخل رجال الأعمال والبيوت التجارية ، ولا تقدموا الكابتن محمد حسن البعداني كبشاً لمحرقة تصفية الحسابات ، فهناك كباش في الاتحاد تستحق أن تقف من زمان في طابور في ساحة العروض بخور مكسر ويُرمون بالبصق فقط.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى