لن نخشى على جنوبنا وهو بأيدٍ حضرمية

> الحضارم ليسوا فخر العرب ولا الجزيرة العربية ولا الجنوب فقط، بل هم فخر الأمة الإسلامية ورمز السماحة فيها، وعنوان الوسطية المنهجية الجاذبة للأسلمة عبر العالم، فهم كما سجل لهم التاريخ أدوات البناء والتعمير، وأقلام العلم والتنوير، ومنابر الهداية والتبصير، هم شبام الخالدة وقصر سيئون العريق، هم رجال الدولة، صانعو الحضارة الإسلامية، وتجار النزاهة والصدق، رسل الدين المعاملة بالدرهم والدينار، من أدخل الله بهم الناس في دينه أفواجا، وجاءتهم الأمم تنهل من ينابيع العطاء الرباني المتميز على وجه المعمورة.

فتريم الغناء حاضرة الإسلام والمسلمين، المتفردة على وجه الأرض بوجهها المستنير، عنوان التدين على نهج النبوة، بلا غلو ولا تطرف ولا تنطع ولا استعلاء، وهي يحق لها أن تعلو بمقامها لتميزها.

هذه حضرموت برجالها من بنت الاقتصاد والتنمية، وازدهرت بخبراتها دول شرق آسيا وشرق أفريقيا وبلاد حيدر أباد وتركستان الصين، لن تعجز حضرموت من إحياء الروح في جنوب الجزيرة العربية، ووضعها في المكان الذي تستحقه من الصدارة والتصدر، لن يعجز الحضارم أن ينتشلوا أهلهم وذويهم من أهلكتهم صراعات التخلف والجهالة، ورمت بهم في ذيل القافلة يتسولون فتات الشعوب.

لن يعجز الحضارم بأقلامهم وأعلامهم ومفكريهم ورجال المال والأعمال فيهم والمرشدون الناصحون من علمائهم أن يعيدوا عربة جنوب الجزيرة العربية إلى سكة القطار، ويركبوا قمرة القيادة، وينطلقوا بالجنوب نحو الحضرمة الصادقة الناجحة والمسددة بتوفيق الله ومؤازرته ونصره للمخلصين، دعاة الحق والصدق رمز الأمانة والشهامة والرأي السديد.

لتنطلق حضرموت بجنوبنا وكلنا ثقة وفخر، إننا إلى العلياء منطلقون، ففيك ياحضرموت الخير ومنك لايأتي إلا كل ماهو زين ولا تعرفين الشين، فلن نخسر ولن ننهزم ونتعثر ونحن بين يدي الحضارم أهل الحل والعقد والرأي السديد، فهم أهل السياسة والكياسة ورجال المال والأعمال وعلماء الأمة دعاة الوسطية المقبولين عند الله والناس، فلهم في كل وادٍ دار، وبحضرة كل رئيس مستشار، فما خاب من استشار الحضارم وأخذ برأيهم هم القوم لايشقى بهم جليس.

لن يخيب الجنوبيون ولن يخسروا بعد أن يسلموا زمام أمورهم ويتركوا الدفة لسفينتهم بيد الحضارم، فهم ليسوا اهل غدر ولا خيانة ولا ياكلون حق الناس ولايحبون الظلم لهم ولا لغيرهم، خيراتهم وافرة وهم أهل الحرص والكرم معا، لم يبخلوا على جيرانهم وهم في ضائقة معيشية وثروتهم منهوبة، وهاهم اليوم ستعود خيراتهم إليهم وإدارتها ستكون بين أيديهم وهم أهل الحرص والكرم، فلن تترك يد سارق دون قطع بعد اليوم، ولن يسمح لناهب أن يسجل النفط باسمه وعائلته، ولن تدلس الشركات وتخفي الأرقام والحسابات والأرصدة عن الأمة بشهادة زور من فاسد فاجر.

لنقم جميعا صفا واحدا خلف حضرموت، ولنمد يد الولاء لله ولرسوله أولا، ثم لنعاهد الحضارم على الوفاء بالوفاء والصدق بالصدق والطاعة على المعروف. ولنكن معهم وإلى جانبهم رجالا برجال، أدوات بناء لا معاول هدم، ولننهض معهم وبهم إلى العلياء، ولننتظر عطاء الله ونصره وتأييده وفتحه، لنثق بالله رب العالمين إنه نعم المولى ونعم النصير، وأنه تعالى لن يخذلنا ونحن أصحاب الحق، فالصدق الصدق مع الله، والدين المعاملة، ولن نخيب أو نخسر طالما والجنوب تقوده يد الحضارم أهل الصدق والمعروف رجال الدولة والتنمية ونهضة الأمم.

لننتظر إذن المولود الجديد يخرج من حضرموت في جنوب الجزيرة العربية، دولة قافزة ناهضة بالتنمية والتطوير والاقتصاد المتحضر، والبناء الإنساني والإنشائي والعلمي والحضاري، فالسنوات القادمة واعدة بالخير، بعد أن يولي عنا عهد الاختلاس والتزوير وشهادة الزور، وقتل البريء، وقطع السبيل والكذب على الله وعلى المسلمين، من أفقروا الشعب الكريم، وأهانوا صاحب القدر الفخيم، يرحم الله المقدم سعد بن حبريش من اغتالته يد الضلالة فوق ارضه وهو صاحب الحق كالغريب في داره، إلى هنا وكفى...

دعونا نعيش بسلام آمنين، ففيك ياحضرموت الخير، ومنك لايأتي إلا كل ماهو زين ولا تعرفين الشين، والجنوب الجديد سينهض وسيزدهر وسيسابق الجوار على يد الحضارم، أهل الحل والعقد والرأي السديد، ومن هم للصدق عنوان، فمن بنى دار جاره سيصنع العجاب في داره.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى