ماذا تعني الدولة في حياة الشعوب؟ الدولة هي الكيان الذي يحمي الشعب، وللدولة وظائف عديدة تديرها السلطة الحاكمة المكونة من حزب أو عدة أحزاب أو مجلس أو مكونات أوغيرها من الأدوات والمسميات السياسية.
وظائف الدولة هي حماية الشعب أمنيا وخدميا، وتوفير سبل العيش والرفاهية له، ودفع المرتبات، وتوفير التعليم والتطبيب وغيرها، من يؤدي هذه الوظائف، ويدير شؤون الناس هي السلطة، وحينما تكون هذه السلطة فاسدة أو جاهلة بإدارة الدولة، تتعطل وظائف الدولة وتتحول حياة الناس إلى مأساة وجحيم، وبالتالي تفقد الدولة وجودها وتأثيرها وهيبتها في حياة الناس أو الشعب، وتدخل فيما بعد في خانة الدولة الفاشلة.
هناك نماذج كثيرة في دول عديدة، لا توجد دولة قائمة بوظائفها المتعارف عليها، وإنما سلطة اختطفت الدولة وحولتها إلى أداة من أدواتها لاستغلال الشعب، ومراكمة الأعباء عليه، وممارسة الظلم في حقه، لأن الثابت هو أن تكون السلطة أداة من أدوات الدولة وليس العكس، كما حدث ويحدث لدى نماذج كثيرة هنا وهناك.
الدولة التي لا تستطيع دفع رواتب موظفيها، ولا تستطيع تقديم الخدمات الحكومية لهم، ولا التعليم ولا الصحة، فهي دولة فقدت وظائفها ووجودها، وتحولت السلطة التي تديرها إلى مجرد عصابة، عطلت وظائف الدولة لكي تقوم ببيع الخدمات للناس عبر وكلائها أو عبر السوق السوداء، أو بأي طريقة أخرى، وهذا ما يحدث في دويلة الحوثيين في صنعاء، حيث لا توجد دولة ولا يمكن أن تكون في المستقبل، وما هو موجود مجرد سلطة تحكم الناس بالقوة والقبضة الأمنية، ليس لحمايتهم ولكن كي تنهبهم وتمارس عليهم السطو والجبايات وغيرها.
في عدن نحن نسير في الطريق الذي سلكه الحوثيون مع الدولة إذا لم نتلاحق الأمر ونعمل على إحداث التغييرات الشاملة داخل كيان الدولة، بحيث تستطيع أن تقوم بوظائفها على أكمل وجه، إذا لم تتحسن وظائف الدولة وترتقي في تقديم الخدمات للناس، وتحصيل المال العام من أوعيته المختلفة إلى البنك المركزي أو بنك الدولة، وتمنع أو تحد من الفساد المستشري، فإنها قد ياتي يوم تعجز فيه عن دفع المرتبات، وبالتالي تنتفي أهم وظيفة من وظائف الدولة ويتحول معها الأمر إلى فوضى، وقد تضطر معها الحكومة إلى إيقاف الخدمات أو خصخصتها، أو إنشاء مولدات تجارية في الحارات والمدن لبيع الكهرباء، كما يفعل الحوثيون، وهنا ينهار كل شيء وتصبح الدولة والشعب في خبر كان.
علينا أن نتدارك الأمر في الجنوب، ينبغي أن لا نترك الأمور تمضي بهذه الطريقة، لا بد من الضغط لإحداث التغيير، وإعادة وظائف الدولة وهيبتها في حياة الناس، ينبغي الاهتمام بموارد الدولة، ومنع الفساد والعبث الذي يحدث، كي نضمن استمرار دفع المرتبات، وتحسين مستوى الخدمات في هذه الفترة لاسيما الكهرباء والمياه على أقل تقدير.
في الجنوب ليس أمامنا خيارات كثيرة ولا وقت للتعامل مع الوضع المتردي، علينا أن نحزم الأمور الآن قبل أن لا نستطيع أن نفعل شيئا فيما بعد.
رئيس مركز مسارات للدراسات الاستراتيجية والإعلام*
وظائف الدولة هي حماية الشعب أمنيا وخدميا، وتوفير سبل العيش والرفاهية له، ودفع المرتبات، وتوفير التعليم والتطبيب وغيرها، من يؤدي هذه الوظائف، ويدير شؤون الناس هي السلطة، وحينما تكون هذه السلطة فاسدة أو جاهلة بإدارة الدولة، تتعطل وظائف الدولة وتتحول حياة الناس إلى مأساة وجحيم، وبالتالي تفقد الدولة وجودها وتأثيرها وهيبتها في حياة الناس أو الشعب، وتدخل فيما بعد في خانة الدولة الفاشلة.
هناك نماذج كثيرة في دول عديدة، لا توجد دولة قائمة بوظائفها المتعارف عليها، وإنما سلطة اختطفت الدولة وحولتها إلى أداة من أدواتها لاستغلال الشعب، ومراكمة الأعباء عليه، وممارسة الظلم في حقه، لأن الثابت هو أن تكون السلطة أداة من أدوات الدولة وليس العكس، كما حدث ويحدث لدى نماذج كثيرة هنا وهناك.
الدولة التي لا تستطيع دفع رواتب موظفيها، ولا تستطيع تقديم الخدمات الحكومية لهم، ولا التعليم ولا الصحة، فهي دولة فقدت وظائفها ووجودها، وتحولت السلطة التي تديرها إلى مجرد عصابة، عطلت وظائف الدولة لكي تقوم ببيع الخدمات للناس عبر وكلائها أو عبر السوق السوداء، أو بأي طريقة أخرى، وهذا ما يحدث في دويلة الحوثيين في صنعاء، حيث لا توجد دولة ولا يمكن أن تكون في المستقبل، وما هو موجود مجرد سلطة تحكم الناس بالقوة والقبضة الأمنية، ليس لحمايتهم ولكن كي تنهبهم وتمارس عليهم السطو والجبايات وغيرها.
في عدن نحن نسير في الطريق الذي سلكه الحوثيون مع الدولة إذا لم نتلاحق الأمر ونعمل على إحداث التغييرات الشاملة داخل كيان الدولة، بحيث تستطيع أن تقوم بوظائفها على أكمل وجه، إذا لم تتحسن وظائف الدولة وترتقي في تقديم الخدمات للناس، وتحصيل المال العام من أوعيته المختلفة إلى البنك المركزي أو بنك الدولة، وتمنع أو تحد من الفساد المستشري، فإنها قد ياتي يوم تعجز فيه عن دفع المرتبات، وبالتالي تنتفي أهم وظيفة من وظائف الدولة ويتحول معها الأمر إلى فوضى، وقد تضطر معها الحكومة إلى إيقاف الخدمات أو خصخصتها، أو إنشاء مولدات تجارية في الحارات والمدن لبيع الكهرباء، كما يفعل الحوثيون، وهنا ينهار كل شيء وتصبح الدولة والشعب في خبر كان.
علينا أن نتدارك الأمر في الجنوب، ينبغي أن لا نترك الأمور تمضي بهذه الطريقة، لا بد من الضغط لإحداث التغيير، وإعادة وظائف الدولة وهيبتها في حياة الناس، ينبغي الاهتمام بموارد الدولة، ومنع الفساد والعبث الذي يحدث، كي نضمن استمرار دفع المرتبات، وتحسين مستوى الخدمات في هذه الفترة لاسيما الكهرباء والمياه على أقل تقدير.
في الجنوب ليس أمامنا خيارات كثيرة ولا وقت للتعامل مع الوضع المتردي، علينا أن نحزم الأمور الآن قبل أن لا نستطيع أن نفعل شيئا فيما بعد.
رئيس مركز مسارات للدراسات الاستراتيجية والإعلام*