​لما هذا الفرق الشاسع بيننا وبينهم؟

>
ينتابني دائما شعور بالغيظ كلما التقيت أشخاصا قادمين من صنعاء إلى عدن، ويحدثونني عن الانخفاض الكبير في أسعار المواد الغذائية والتموينية والاستهلاكية والسلع الأخرى هناك، وكذا انخفاض أسعار الوقود، وبالإضافة إلى كل ذلك المحافظة على سعر الريال اليمني أمام الدولار والعملات الأخرى كالريال السعودي عند مستوى حد مقبول ... يقولون لك باختصار إن كل شيء هناك عندهم رخيص، بينما نعاني نحن هنا في عدن والمناطق الجنوبية المحررة الأخرى من الارتفاع الكبير والمبالغ فيه في أسعار كل المواد والسلع والخدمات، التي يحتاجها المواطن والمتصلة بحياته اليومية والمعيشية، وعندما لا أجد جوابا مقنعا وشافيا لتبرير هذا البون الشاسع في الأسعار بيننا وبينهم، أضطر إلى ان أكتم غيظي وقهري على وضعنا نحن هنا في الجنوب .. أرض الأحرار والأبطال!! أليس بعد كل ما قاسيناه وعانيناه خلال هذه الحرب وبعد تحرير الأرض حق لنا أن نعيش بكرامة ويسر؟!

 لا أقول ذلك حسدا للمواطنين من أبناء المناطق الشمالية فيكفيهم ما يعانونه من ظلم واضطهاد مليشيات الحوثي وقمعه لهم، ولكنني أستغرب بل وأستنكر الارتفاع الكبير في الأسعار والمهيمن على كل شيء هنا، بدءا من المواد الغذائية والاستهلاكية، ومرورا بالخضار والفواكه واللحوم والأسماك والدجاج وانتهاء بالملابس والخدمات الأخرى كالمواصلات والغاز والوقود.

 رغم أننا في الجنوب لا نعاني من أي نوع من الحصار سواء كان جويا أو بحريا أو بريا، فكل المنافذ مفتوحة على مصراعيها لدخول مختلف أنواع السلع والبضائع والأفراد، لذا لا أجد مبررا أو سببأ طبيعيأ واحدا لهذا الغلاء الفاحش، الذي يسود عدن ومعها كل المناطق الجنوبية الأخرى، وهنا سيأتي من يبرر هذا الارتفاع الفاحش في الأسعار ليقول لك السبب ناتج عن ارتفاع سعر الدولار والعملات الأخرى مثل الريال السعودي وغيره مقابل الريال اليمني.

 إذن لم أصلا هذا الارتفاع في سعر صرف الدولار والعملات الأجنبية الأخرى والبنك المركزي موجود في الجنوب (في عدن) وكذا التحالف بكل ما يمتلكه من قدرات وإمكانيات هائلة موجود أيضا في الجنوب، وكذا الأحرار والأبطال في الجنوب !!

ماهو سر أوجه الاختلاف بيننا وبينهم في هذا الجانب ونحن من يملك كل هذه الامتيازات وتتوافر لدينا كل مقومات الدولة؟!!َ أما كان أحرى أن يكون الجنوب نموذجا يحتذى به في كل مناحي الحياة وخاصة الحياة المعيشية؟َ! لأن هذا مايهم المواطن بدرجة أساسية، في الوقت الذي من المفترض ألا توجد لدى مليشيات الحوثي في مناطقهم هذه المقومات، فهل يعقل أن تكون لدى هؤلاء الخارجين من كهوف جبال مران، أصحاب الخزعبلات نظريات علمية واقتصادية يسيرون بها شؤون الاقتصاد ويسيطرون من خلالها على الأسواق ويجبرون التجار على عدم رفع أسعار السلع والبضائع والمواد الأخرى، ويستعينون بها على تتبيث أسعار صرف العملات الأجنبية المختلفة أمام الريال اليمني؟ ماذا عملوا حتى استطاعوا أن يتوصلوا إلى هذا الإنجاز؟! أم أن هناك يدا خفية تدعمهم ليبدو المشهد في الشمال والجنوب كما هو ظاهر اليوم؟!

من المؤكد أن هناك حلقة مفقودة يجب البحث عنها، إن هذا الأمر جزء كبير منه يقع على عاتق الممسكين بزمام الأمور في الجنوب حاليا، وعلى رأسهم المحسوبة علينا حكومة ماتسمى بالشرعية، ومن جهة أخرى يقع الجزء الآخر على عاتق رجال الاقتصاد والمال الذين عليهم توضيح مكامن الخلل، وتحديد الجهات والأشخاص المتسببين في ارتفاع أسعار العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني، وكذا الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الاستهلاكية والتموينية والغذائية وغيرها التي يواجهها الناس كل يوم، ووضع رؤيتهم للحل أمام الحكومة على أن يتم كل ذلك بشكل سريع وعلني وبشفافية مطلقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى