طين صاحب إرادة..!!

> قد خلقنا الله من ترابٍ واحدٍ، تنمو فينا نبتة مباركة حينما تُدفن فينا بذور الحب .. نتشكل بأشكال مختلفة على يد صانع محترف عبر التربية والتعليم، قال تعالى:((خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ)).

هل ركزت في صناعة الفخار..!!

هل رأيت صانع الفخار كيف يضغط على كُرة الطين باليد لتشكيل وعاء ؟

هل لاحظت كيف يُدخل يديه ليعمل تجويفه في هذه الكرة؟ّ

ما سبب تركيزه حين التفافها بسرعة وصولا إلى الارتفاع والعمق المطلوبين؟

هنالك ارتباط بين عمق هذا التجويف و زيادة سعته وقابليته للاحتفاظ بالأشياء ومن ثم ارتفاع قيمته ..

بنفس الطريقة ..!!

كلما أفرغ الإنسان نفسه من علائق الدنيا الفانية تزداد سعة تواضعه، فيفسح المكان لله و بهذا تتعاظم قوته و قابليته لاكتساب الفضائل المعنوية ..

إننا نشتد ونتماسك ونقوى عند وضعنا في حرارة الامتحانات والتحديات العالية .. وننكسر ونتوجع بالأذى ولكن يجبرنا لطف الله من جديد ..

نتواضع وننحدر لمادون أقدام الآخرين ولكن لن ننسى الأثر الذي سيتركه كل مار في حياتنا ..

نسير إلى الله بخطى متفاوتة، إما حبوا بأثقال طيننا.. أو متسارعين كذرات رمل لم تصبها رطوبة "الأنا" ..

وتظل وحدتنا الإنسانية هي القاعدة الأساسية في تنظيم أصول وقوانين مجتمعنا وعلاقاتنا الاجتماعية.

لم‌ يخلقنا من صخرة لنقسو، ولا من زجاج لننكسر، ولا من هواء يتقلب أجواؤه حسب الأهواء، ولا من أسفنج ليتشرب من كل كأس ممتلىء، ولا من ماء ليتبخر ويجف، بل خلقنا من طينٍ واحدٍ وجعل أصلنا منبتا لمختلف أنواع البذور. لتنمو فينا "نبتة مباركة" أصلها ثابت في أرض قلوبنا وفرعها في السماء.

هناك من ينظر إلى طين أصله على أنه ‏ماء تلوّث بالتراب. ‏وهناك من يراه ‏ترابا تطهّر بماء العطاء.

وهناك من يبني وجوده ليكون منزلا مقدسا أو روضة غناء، ‏وهناك من يصنع منهما حجرا صلبا يُقذف ليحطم الآخرين.

لحظة تأمل في قوله تعالى: ((...فإنا خلقناكم من تراب)).

ودمتم سالمين

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى