ماذا عن الغد؟

> في زمن حرية الرأي (بافتراض وجودنا في هذا الزمن) ، الكل يمتلك الحق في قول أو كتابة ما يريد.. غثًا كان أو سمينًا في مضمونه.. فليس أيسر من وسائل التواصل الاجتماعي للنشر والإظهار. بطبيعة الحال يختلط الحابل بالنابل وما ينتج عن ذلك من شوشرة أو تشويش للعقل، أمر ليس بإمكان الجميع تجنبه، إلا من رحم ربي ممن يمتلكون العقل الممحص. ما أريد قوله أن 90 ٪ أو أكثر مما ينشر يصدر من المطابخ التابعة لسين أو صاد من الهيئات أو المؤسسات أو أجهزة الاستخبارات محلية كانت أو إقليمية أو عالمية، وهم بذلك ينفذون سياساتهم ويحققون مصالحهم. ما يهمني كفرد في هذا المجتمع في هذه البلاد، هو أن أوضح أن جل ما نتناوله هنا أو في غير ذلك من منصات التواصل هو شرح المشروح وتفنيد المفند وتبيان المبين واللك والعجن فيما يطرح من أخبار أو آراء أو رؤى (إن وجدت) لكن فيما حدث بالأمس، وفي أحسن الأحوال فيما يجري اليوم... لكننا أبدا لا نقرأ الغد ولا نستشرف المستقبل، ولا نحسب مترتبات ما حدث ويحدث لنا وفينا، كأفراد أو كمجتمع ولا نكلّف أنفسنا أن نفرد حتى مساحات صغيرة للنظر إلى المستقبل.. وما قد يأتي به. أي أننا لا نفكر في الغد وما قد يحمله لنا. ونحن جميعا متساوون في ذلك عالمنا وجاهلنا، مثقفنا وغير المثقف منا.. والنتيجة أن تحولت قدرة العالم منا إلى مجرد أحرف تائهة، وتلاشت أفكارنا وذابت كذوبان الملح في المحيط.

يا قوم.. انظروا لغدكم وعلى الأخص مفكرونا وعقلاؤنا، فكروا واجتهدوا في طرح ما يتعلق (بمستقبل) حياتنا التي نئن تحت أرزائها. انشروا ونوروا وأهدوا التائهين في دروب هذه الحياة من الأجيال القادمة. دعونا من الدوران كجمل المعصرة.. والأخير أفضل منا لأنه ينتج متطلبات لحياتنا. ارسموا ملامح المستقبل الذي نرجوه وسمّوا الأمور بمسمياتها.. في زمن الدجل والتظليل الذي نعيشه والذي يحيط بنا من كل الجهات. لا تعتبروا ما قلته تعاليًا أو تسفيهًا لأحد، حاشا لله، لكنني أظن أنني لست الوحيد الذي مل الدوران حول ذاته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى