دراسة: مشروع سد وادي حرحر مفتاح للتنمية الوطنية الشاملة في عدن ولحج

> م/بشار الطيب:

>
أكدت دراسة جيولوجية وهيدرولوجية وتصميمية، بأن مشروع بناء سد وادي حرحر في مديرية المضاربة رأس العارة، سيكون مفتاح التنمية الوطنية الشاملة في العاصمة عدن ولحج، لكونه سيؤمن الأمن المائي والغذائي.

وأوضحت الدراسة  في تقريرها، عن أهمية توفير الماء وتحسين إدارته الذي سينعكس ثاتيره على الوضع الاقتصادي، "الماء هو تدفق مستدام لدعم الحياة، ولكن فِهمَنا للدور الحيوي للمياه لا يزال بدائيا، رغم مرور آلاف السنين، ولا تزال الاتفاقات والقوانين والسياسات التي تنظم المياه بشكل عام ضعيفة، ونحن بحاجة إلى أن ندرك في الوقت نفسه بأن تغيرات المناخ ستكون أشد ضررا وفتكا، إذا لم يخطط لبرنامج التخفيف والتكييف معها، ودورة المياه العالمية ودورات المياه المحلية تتغير وتسرع، ونحن بحاجة للحفاظ على المياه، التي تنمي اقتصاداتنا وتسيّر عجلة التنمية، من حيث توفير مياه الشرب والري للزراعة والعمليات الصناعية، ونحن بحاجة أيضا للحفاظ على المياه التي تحافظ على الطبيعة والتنوع البيولوجي.

إن الوظائف والعمليات المعقدة تعد ضرورية للحفاظ على الحياة على هذا الكوكب،  لذا تعد مياه الأمطار الغزيرة التي تهطل على المرتفعات الجبلية من  محافظه تعز، والتي تعتبر الرابط الحيوي حيث التقاء المياه بالأرض، وعندما تكون هذه الأجسام المائية في خطر نتيجة الإهمال وعدم الاستفاده منها، في عمل الخزانات والسدود لتخزين أو تغذية الآبار السطحية.


ونأخذ على ذلك مثال سد وادي حرحر منطقة "املبيه" مديرية المضاربة رأس العارة في محافظة لحج، التي تمر فيها سنويا مياه سيول أودية المرتفعات الجبلية في محافظة تعز إلى البحر دون الاستفاده منها، حيث تقدر  مساحة المستجمع المائي catchment area ،الذي ينزل في موقع حاجز السد بـ 73 كيلومتر مربع.

إن الكوارث المرتبطة بالمياه مثل الجفاف والفيضانات والعواصف الغبارية، والتي أصبحت متكررة وشديدة على نحو متزايد، ولكن ديمومة توافر المياه بكل أشكالها، يمكن أن تساعد في الحد من مخاطر الكوارث، وتعمل تلك الدراسات على فهم جميع الخدمات المتعددة، التي توفرها  الإدارة الحكيمة في وزارة المياه والبيئة و وزارة الزراعة، في الحكومة المعترف بها دوليا، لفهم أفضل لدورات المياه العالمية والمحلية، والتي يؤدي إلى تحسين إدارة المياه في المقابل. لقد حان الوقت للابتعاد عن عصر النفط نحو عصر المياه.

مشروع بناء سد وادي حرحر في مديرية المضاربة رأس العارة، لتأمين تخزين استراتيجي بكميات هائلة من مياه الأمطار، والاستفادة منه لزراعة وتغذية الآبار السطحية، سيكون مفتاح التنمية الوطنية الشاملة في العاصمة عدن ولحج، كونه سيؤمن الأمن المائي، وبالتالي تأمين الأمن الغذائي، الذي سيعتبر مشكلة الإنسان
في هذه الألفية الثالثة؟

إذن عندما نتحدث عن بناء سد حرحر في منطقة "املبيه" المضاربة رأس العارة نحن نتحدث عن زيادة السعة الخزنية، في منخفض طبيعي ذو سعة تخزينية عالية بحيث يكون أكبر سد للمياه بحسب دراسة جيولوجية وهيدرولوجية وتصميمية متكاملة للسد، من قبل المهندس الجيولوجي مطيع الصبيحي من هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية عدن، ومهندسين من الصندوق الاجتماعي للتنمية.


 ونؤكد بأن مديرية المضاربة ورأس العارة في محافظة لحج، سيكون لها مستقبل واعد في ظل تغير المناخ، حيث تشير معظم الدراسات بأن مناطق المرتفعات الجبلية في محافظة تعز، ستشهد هطولات مطرية، ستكون سببا في زيادة مياه السيول في جميع الأودية، التي تمر جميعها من هذه المديرية، مما يتطلب الحاجة إلى استحداث"دائرة للسدود الصغيرة وحصاد المياه" ضمن تشكيلات وزارة المياه والبيئة ووزارة الزراعة، لتأخذ على عاتقها خزن هذه المياه، لتكون مصدرا لاستثمار مياهها للزراعة، و سوف يستفيد من هذا السد أكثر من عشرين ألف نسمة، ومصدر لتغذية المياه الجوفية، بأكثر من 50 بئر سطحي وارتوازي.

 وتستفيد الآلاف من الحيوانات من الماعز والأبقار و الإبل، وأيضا سوف يستفيد منه النحالون، وسوف يعمل على إنعاش المنطقة لاستثمار مواردها المعدنية، في جبالها الغنية بالصخور الصناعية والإنشائية، وللتخفيف من حجم الزيادة السكانية في المدن، وتوفير فرص عديدة للخريجين العاطلين عن العمل، هذا إلى جانب القيام باستثمار المياه الجوفية في تلكم المناطق والاستفادة من المحاصيل الزراعية، الذي تعدُ كنزًا مخفيًا -إذا تم استخدامه بحكمة- يمكن أن يدعم التحول من المناطق  الجرداء التي هي  مصدر للعواصف الغبارية إلى زراعة الأشجار ومنها النخيل والأعلاف وغيرها من المحاصيل ذات المردود الاقتصادي".

عليكم  الاعتماد على الجيولوجيين وعلومهم وهندستهم في الجيولوجيا سيكون المفتاح لفتح هذه الكنوز.
"الموقع الإلكتروني الرسمي لهيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية/عدن"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى