(قل الحقيقة) فإنك تكذب .. فقط .. لممارسة المهارة والتدرب عليها من فترة لأخرى لكي تحسن أدائها. فإذا كنت في ورطة اكذب، واعمل على حلها لاحقا .. فالحقيقة هي (الخصم) ومن يكذب يستحق ما يحدث له من عواقب ونتائج تترتب عليها.

لذلك، عندما يأتيك أحدهم ليقول لك كشعب أن الفقر يحتاج إلى تمويل حتى تتمكن من النمو، والتمويل لا يأتي إلا من دول غنية متقدمة التي تستخدم التغير المناخي كسلاح .. إذن، الدولة الغنية والمتقدمة لن تعمل على تقديم التمويل المطلوب لك، إلا إذا قمت بقول استخدام الطاقة التي تريد.
 
وهو ما سيحقق مصدر الطاقة الذي يريدونه هم والذي لن يحقق التنمية الاقتصادية المنشودة. وبالمثل فإن معركة الجنوب لم تعد تحرير من هيمنة أو سطوة أو تفوق الشمال على الجنوب... أبدًا لم تعد كذلك .. المعركة الراهنة التي يتم حياكتها هي معركة المجيء برئيس أسير لجمهورية مخطوفة أو المجيء برئيس يفك أسرها.

هذا هو دستور اليمن الرسمي .. أما الدستور الحقيقي فهو أن اليمن لا يحكم إلا بالتسويات . بالأمس كان نظام الجمهورية العربية اليمنية .. لذلك، من خلال ما جرى خلال الشهرين الماضيين وما نتج عنه من تشكيل لكيانات جنوبية في الشكل وشمالية المضمون والمحتوى والأهداف علينا أن ننظر إليها وألا نخفي وجوهنا عنها ولا أن نطيل النظر فيها أو حولها.

فالمكون الحقيقي هو من يتشكل في الداخل ويسطر أهدافه من على أرضه. وعلينا أن نفهم أن محطات العمل السياسي الفعلي لا تتشكل من واقع آخر وتحيط به المسكنات. لا على العكس من ذلك، العمل السياسي الحقيقي والفعلي هو من يلامس التحركات من خلال قربه منها وهو عقد تتم صياغته بين أطرافه وتكون بالتزاماته الموقعة عليه تنطلق من حقيقة البناء على الأرض وليس من واقع افتراضي.