مرحلة المخاض وبواعث الأمل

> يمر الوطن اليوم بمرحلة مخاض سياسي، على طريقة اضمحلال المد التعبوي، الذي ظهر سرابه في أفقنا التاريخي العظيم وتكلست نواياه، وموجة تجذره التي اجتاحت وطننا غداة اندلاع ثورة لم تنتصر بعد .

لقد بلغت الأزمة ذروتها، لكننا نمتلئ ثقة بأن المستقبل مشرق، وأنه سوف يغير الواقع بالقضاء على آفات ومخلفات الحروب، فقد أصبحنا أكثر نضجاً لحجم التحدي التاريخي، بيد أن التفاؤل يبقى سيد الموقف، يتجدد عبر السنين والعقود في موجة حماسية باهضة التلهف لعودة الدولة، واسترداد مجدها، عبر معركة شريفة جديرة بالتضحية منذ ما يقارب العقد.

أدعو شعبنا إلى رفض مفردات الكآبة والتشاؤم المطلق، والنكوص من واقع مدسوس بغبار الزمن الجاحد، يجب دائما أن نتوخى دروس التاريخ، كي نتخطى الانطباعات الآنية التي هي حتماً سطحية وموضعية.

المشهد السريالي لم يعد مستحضرا للصراعات والخلافات والتباين بين الفرقاء، بل هناك مفهوم استراتيجي يبلور مشروع جامع ضمن مفاهيم الدولة المدنية الحديثة، ويعطي الشعب بارقة أمل بأن الغد أفضل، وأنه بقدراته وأهدافه الموحدة قادر على بلورة مشروع يمني يوازن القوى الإقليمية ويوقفها عن التدخل في شؤونه واللعب على وتر التناقضات، لكن السياسة الفوارة بالتحولات والحسابات، تجبر صانع القرار على تقديم مقاربات جديدة، وتجريب حلول مختلفة، مع الإبقاء اليقظ على الحس الأخلاقي والوطني.

الحرب تفرض على اليمن تحديات أمنية واقتصادية أكبر، فهو يتشارك مع شقيقتيه المملكة السعودية وسلطنة عمان حدوداً برية وبحرية واسعة، مما جعلها حرائق لا تنطفئ !

تظل الصراعات تجهض آمال الحياة السياسية في اليمن، ما انفك دخان الحرائق السياسية، والأمنية والاقتصادية يخنق الأجواء في عديد من المحافظات، ملقياً بتهديدات وظلال وخيمة على الشعب بأكمله.

من هذا المنطلق ومن تلك العزيمة والإصرار نتعشم ضرورة إخماد ما ينشب من حرائق تجهض الآمال والتطلعات كافة.

شعبنا قادر على تجاوز عثراته، وإخماد الحرائق في ساحات تلفها تحديات عميقة، سواءً من جهة الأوضاع الأمنية والسياسية، أو الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية، رغم المرحلة العصيبة التي أفضت إلى حصار متسع وقتل وتدمير ممنهجين إلا أن أوضاعنا الراهنة على سوئها، تبقى أهون بما لا يقاس، والتاريخ دائما أعقد من كافة التكهنات، يسمح للإنسانية أن تذوب في أتون صدام وعذابات هذا الواقع بكل تفاصيله. لكن بواعث الأمل لا تزال أقوى من دواعي اليأس والتذمر !!

*وكيل وزارة الصناعة والتجارة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى