​أهلًا نوتيكا

>
وصلت نوتيكا لإنقاذ صافر، ولم يصل أحد لإنقاذ الشعب المطحون بحرب مدمرة منذ 8 سنوات.

استنفرت دولًا وهيئات أممية وإقليمية لتفريغ السفينة من الوقود المحبوس منذ 2015 ، ولم يستنفر أحد لفك أسر المواطن الواقع في حبس أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم.
لقد أبحرت نوتيكا صوب الحديدة، ولم تُبحر بعد سفينة الحل السياسي لإخراج البلد من ورطة الحرب.

لسان حال المواطن يقول .."ليس لدينا مجلس رئاسة يرسل، بل "كومبارس" يستقبل إشارات ويخزنها في ذاكرة صديئة يتحرك على إثرها"
إنّ الخوف من كارثة بيئية تهدّد حياة الناس ومصالحهم، يستدعي أيضًا الخوف على الناس من كارثة إنسانية صنعتها الحرب، ما برحت تنشب أظفارها في جسد الأُمة اليمنية في الجنوب والشمال.

ليس لدينا نوتيكا من أجل السلام تبحر لإنقاذ الشعب الغارق في مآسي الحرب، كل محاولات الحل السياسي فشلت، لكن لا يزال الأمل معقودًا في وصول سفينة النجاة بربابنة من القوى السياسية المتنافسة والمتصارعة، يهيئون مناخًا ملائمًا لنفوذ دولي مؤثر يلقى استجابة محلية لحل النزاع وإيقاف الحرب.
لقد تمركزت الشرعية اليمنية في مساحة الجنوب بدرجة أساسية، لكن شيئًا من الصراع حال دون استمرار الاصطفاف، لاستعادة الدولة، كون الحكومة بجيشها ومقاومتها -بحسب المراقب الجنوبي- عجزت عن تحرير أي من المناطق التي سيطر عليها الحوثي في الشمال منذ دخوله صنعاء، بينما بقيت النُخب السياسية والثقافية والقبلية الشمالية تتفرج وتلزم الصمت.

 أي قوى سياسية هذه في الشمال شهدت سقوط الجمهورية واكتفت بالزوامل والشيلات وترنيمة "قادمون"، ثم تريد أن تتمدد في الجنوب من خلال إنشاء كيانات ابتدعتها لعمل شرخ في اللُحمة الجنوبية.

مازال في الأُفق بصيص أمل أن يرعوي المتحاربون، ويكفّوا أذاهم عن الشعب الذي يطحنه الفقر والجوع والمرض وحرب الخدمات بسبب صراعهم على السلطة والثروة.
سيفجّر نفط صافر أزمة جديدة بين الشرعية والحوثي، كلا الطرفين يدّعي أهليته لامتلاك 1‘1 مليون برميل نفط.

الحوثي يريد النفط لدفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرته، والشرعية تريده لتنفيذ مشاريع إنسانية، كلاهما يغازلان هيئة الأُمم بمبرر الجانب الإنساني.
إنّ ما يُعاب على الحكومة أنها تركت المناطق الواقعة تحت سيطرتها عرضة لكل المآسي الإنسانية، فقر، تدهور العملة، غلاء فاحش، انهيار الخدمات،

فإنْ كان الحوثي شمّر ساعده لحرب اقتصادية، أين ساعد الشرعية؟ وأين خبراء الاقتصاد ورجال السياسة الذي يتحفنا بهم التلفزيون الرسمي في كل نشرة أخبار؟
هل هُزِمت الشرعية في الجبهة الاقتصادية كما لم تستطع من قبل تحرير الشمال؟
سؤال لهيئة الأمم.. لِمَن نفط صافر يا ديفيد جريسلي؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى