​الشعب له الله يا باعبيد

>
​لعله من المفيد في مثل هذه الأوضاع المزرية، التي تعيشها البلاد أن نأخذ العظة والعبرة في مواقف عميد "الأيام" محمد علي باشراحيل، رحمه الله، التي جاءت كثير من كتاباته اسقاطا لواقعنا اليوم وما نعانيه، فقد كان ذا بعد نظر ورؤية ثاقبة، وكانت أفكاره وأقواله سابقة لعصره بمراحل، نقتبس إحدى مقولاته: "نحن كشعب لا يمكننا أن نضع ثقتنا في أشخاص لا يتحلون بروح وطنية، ولذلك علينا ألا نكترث بأقوال أولئك الذين يتخذون من النغمة، التي يميل إليها الشعب سلما وقتيا، للوصول إلى أهدافهم وأغراضهم.. تلك النغمة التي كان يجب أن يسمعها الشعب منذ أمد طويل، وهنا يكمن الخطر المحدق، وإننا إن لم نكن حذرين واعين بهذه الأمور، فإن آمالنا الوطنية التي ننشد تحقيقها سوف تعرض للخطر"."الأيام" العدد 122 في 28 ديسمبر 1958م.

هذا الكلام، قيل قبل خمسة وستين عاما، يظهر كم من الحكام رفعوا شعارات وطنية زائفة حتى أوصلونا إلى المجهول، وما زالت حكوماتهم المتعاقبة تردد شعارات في محاربة الفساد، كان آخرها رئيس الوزراء معين، قرأت تصريحه ذات يوم بأن حكومته عازمة على المضي في حرب بلا هوادة على الفساد، ولن نوقفها حتى ننتصر.

ليس باستطاعة أحد أن يبشرنا بتغيير حقيقي قادم، فالوضع المعمول به حاليا ليس وضعا يسكت عليه، فالبلد على باب العناية الفائقة، والانزلاق إلى المجهول، فلم يُخفِ أبوبكر باعبيد، رئيس غرفة عدن التجارية، تعليقه لحال عدن والمحافظات الأخرى، بسبب استمرار التدهور الاقتصادي والمعيشي، بقوله: "حدّثوني عن الضمير، أحدثكم عن الاستقرار، فالبلاد تمشي بالبركة والشعب له الله"، لم يقل باعبيد، كل شيء، ما قاله يفتح ملفات كثيرة حول الانفلات، والفساد وكيف يدار، ودور القابضين على الأجهزة الرقابية في تغييبها.

فالدولة رخوة مشلولة وتقوم على السير بالصدمات الآنية والمفتعلة، وسؤالنا كيف سنكون غدا؟ نسأل الله السلامة وأن يلطف بالبلاد والعباد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى