جولة أمريكي نحو الخليج بشأن اليمن.. هل تنهي حالة الحرب؟

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> مجددا تعود التحركات الأمريكية بشأن اليمن إلى الواجهة، بغية دفع جهود تمديد الهدنة بين جماعة الحوثي الموالية لإيران، والحكومة اليمنية المسنودة من قبل التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وذلك ضمن جولة بدأها الإثنين الماضي، المبعوث الأميركي الخاص باليمن تيم ليندركينج، إلى الخليج، ما عكس تقدّما في ملف الحرب اليمنية المندلعة منذ أكثر من ثمانية أعوام.

وبحسب المبعوث الأمريكي إلى اليمن ليندركينج، والذي بدأ جولة مباحثات حول الملف اليمني، تشمل دول المنطقة، لا بدّ لدول المنطقة أن تلعب دورا أكبر من أجل المضي نحو قرار ينهي الأزمة اليمنية، لافتا إلى أن ممارسات "الحوثيين" تجاه السجناء مخالفة للأعراف الدولية، وأنه لا أعذار تجاه استمرار اعتقال"الحوثيين" مواطنين يمنيين، في حين سيلتقي الدبلوماسي الأمريكي خلال جولته إلى الخليج بمسؤولين يمنيين وسعوديين وإماراتيين وعمانيين ودوليين، بحسب بيان للخارجية الأمريكية.

ذلك يأتي بينما تعمل"الأمم المتحدة" إلى جانب قوى إقليمية تتقدمها السعودية، لإيجاد تسوية سياسية للحرب في اليمن، سيما في الأشهر الأخيرة التي شهدت مفاوضات متقدمة بين"الحوثيين" وممثلين عن السعودية بشكل مباشر، رافقتها تحركات دولية، خصوصا تلك التي يقوم بها المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج.

وسط ذلك، يوضح الخبير في الشأن اليمني محمد شجاع لموقع "الحل"، مدى تأثير هذا الحراك الأمريكي، قائلا إنه من المبكر الحكم على مخرجات هذه التحركات، التي لم تأتِ بجديد حتى الآن، إلا أنها تبعث برسائل تفيد بأن هناك اهتمامًا أميركيًا ودوليًا بالملف اليمني، وأنه ذات أولوية.

كما لفت شجاع في حديث لموقع"الحل نت"، إلى أن هذه التحركات تندرج أيضا ضمن جهود التصدي للحراك الصيني، الذي يحاول أن يكون نافذا في الملف اليمني، وربما تكون كذلك جزءا من نتاج جولة المشاورات، أو التفاهمات الأخيرة بين الأميركيين والإيرانيين التي أسفرت عن إطلاق سراح بعض الدبلوماسيين الأميركيين، المحتجزين لدى إيران، مقابل الإفراج عن أرصدة مالية إيرانية مجمدة.
  • هل يستطيع العراق لعب دور محوري في حرب اليمن؟
الخبير السياسي اليمني، بيّن أن هذا التحرك الأمريكي، وإن كان لا يدل على انتهاء الحرب، لكن في الحقيقة هو مؤشرٌ على أن الرغبة بطي صفحة الاقتتال موجودة، لدى أطراف كثيرة عربية ودولية، بيد أن هذه الرغبة لا تزال غير موجودة عند “الحوثيين” الذين لا يزالون يصعّدون من مطالبهم واشتراطاتهم مع كل اتفاقية وهدنة جديدة دون تنفيذ أي التزام.

شجاع، أكد أنه لا أحد يملك تأثيرا في الملف اليمني كما هي الولايات المتحدة، لذا لو أرادت مع بقية الوسطاء والمعنيين في الملف اليمني إنهاء حالة الحرب لفعلوا ذلك منذ وقت مبكر، لكن على ما يبدو حتى الآن الأمور تسير بصورة لا يرغب فيها المواطن اليمني، وهي استمرار “الحوثيين” في تثبيت مشروعهم بكل السبل على حساب الحياة برمتها.

في خضم ذلك، وأثناء ما يجري الحديث فيه عن إمكانية استئناف اللقاءات المباشرة بين مسؤولين سعوديين وقيادات حوثية، في مسقط بدعم أممي وأمريكي، ضمن جهود إحياء المسار السياسي والتوقيع على اتفاق هدنة عسكرية واقتصادية بين الحكومة الشرعية والجماعة الحوثية، تشير تحركات جماعة الحوثي إلى نوايا عدائية، حيث لا تزال قيادات الجماعة العسكريين يكثّفون من تهديداتهم واستعراضاتهم العسكرية.

بيد أن ذلك يأتي في الوقت الذي عُرفت فيه الجهود الجارية لتحقيق السلام في اليمن زخما إيجابيا طيلة الفترة الماضية، كان من أبرز مظاهرها إتمام صفقة تبادل كبرى للأسرى بين الحوثيين والسلطة الشرعية، وفي وقت كان قد صرّح فيه المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج، خلال إحاطة له أمام"مجلس الأمن الدولي" الشهر الماضي، أن اليمن أمام فرصة تاريخية لتحقيق السلام، محذرا من إمكانية ضياعها في حال لم تُقدم أطراف الصراع على المزيد من التنازلات.

غير أن عودة العلاقات السعودية الإيرانية في مارس الماضي، لا تزال تمثل دافعا قويا لإنهاء الأزمة اليمنية، فبعد أن كان الحديث عن وقف الحرب والتوصل لاتفاق سلام شامل بالبلاد، مثل الاتفاق بين طهران والرياض انتعاشة كبيرة للتوقعات، بأن ينعكس إيجابا على قرب إنهاء الحرب الدائرة في البلاد، وهو ما يحاول"الحوثيون" تعطيله لمصالح سياسية واقتصادية واستراتيجية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى