​القوات الجنوبية وتصحيح النمطية المغلوطة عن الإرهاب!!

>
​الجنوب لا يخلو من متطرفين وإرهابيين، لكنه لم يكن من محطات تزويد حرب أفغانستان بالجهاديين، وكانت فرصة لنظام صنعاء بعد الوحدة، فجمعت المتناقضات لتصنيفه بما يتلاءم ومصلحتها في عزله إلا من خلال مؤسساتها، فسوقته  عالميا وإقليميا بين نمطيتين: إنه شيوعي ماركسي، وما تزال هذه التهمة حتى الآن تجد من ينفخ رمادها، ثم إنه منبع وملاذ للإرهاب، وإن له حواضن جنوبية تحميه، ذات تضاريس وعرة وعصيّة قبليا، تدافع عنه، وأنه ينتشر منها  ويسيطر على بعض المدن في الجنوب، فتخرجه الدولة بالقوة، لكنه يلجأ لتلك الحواضن العصية في تضاريسها وقوة شكيمة رجالها، وولاؤهم للفكر المتطرف الذي لا قدرة للدولة عليه !!

هكذا كان تسويق وتنميط الجنوب أو مناطق منه في الأقبية الأمنية والسياسية الدولية والإقليمية ذات العلاقة بالحرب العالمية على الإرهاب، وللتأكيد يتركون للإرهاب حرية خطف أجانب، واللجوء بهم إلى تلك التضاريس، لتأكيد حقيقة إرهابيتها، بعد أن صنفوها دوليا بأنها خطرة أمنيا.

الإرهاب من تداعيات الحرب الأفغانية، وآخر معركة فاصلة في الحرب الباردة، فساد اعتقاد لدى الجهاديين العرب بتحريض من جهاديي اليمن، أن الجنوب نسخة جهادية ثانية من بلاد الأفغان في تلاقٍ بين استراتيجتي الإخوان وعفاش، في استثمار ظاهرة الجهاديين الذين اعتقدوا أنهم يختارون للدول الكبرى مجالات حربها ونوعها، ويحددون لها أعداءها، فاستقطبتهم صنعاء، التي كانت من أبرز محطات تمويل حرب أفغانستان بالجهاديين قبل حرب 1994، واستخدمتهم ضد الجنوب بشهادات قادة جهاديين، لكن على قول إخواننا في الشام " حسابات الحقل لم تنطبق على حسابات البيدر" فقد كان للحلفاء الكبار للجهاديين في حرب أفغانستان حرب أخرى أسموها حرب الإرهاب، فتحوّل معظم الجهاديين فيها من حلفاء إلى أعداء.

جاءت "سهام الشرق" و"سيوف حوس" لصالح الحواضن القبلية،  لتخلصها من تنميط خبيث وضعتها صنعاء وأحزابها وطرفيتها فيه، فهو واجب وطني جنوبي تقوم القوات الجنوبية، لتثبت للعالم زيف الترويج عن الحواضن الإرهابية العصية في الجنوب، وإثبات أن الإرهاب مشروع وأداة سياسية وأمنية تديرها صنعاء، في تلك الحواضن النائية ذات التضاريس الصعبة، للإمساك بالجنوب.

الحملات الحالية سهام الشرق وسيوف حوس ليست عمليات  تدوير الإرهاب، التي ظلت سمة العمليات التي تقوم بها صنعاء، في شراكتها الدولية لمحاربة الإرهاب خلال الثلاثة عقود الماضية، لذا فإنه يشد الإرهاب الرحال من الوديان والشعاب التي ظل يستوطنها بأمن وأمان، خلال الفترة العفاشية لمحاربته، وهو ما اعترف به من شككوا في الحملتين، لأنهم يعلمون أنهم أمام حرب لتطهير الجنوب منه، وليس لتدوير الإرهاب فيه.

وقفت الحواضن القبلية ضد كل الادعاءات والتلفيقات، التي ضجّوا بها في الفضاء الإلكتروني، تشنّجنا وترويجا ضد الحملتين، فقد اكتشفت الحواضن مدى التضليل الذي مورس عليهم، ليقفوا ضد الحملات لمصالح نخب، لا يهمها الآثار الضارة على تلك التجمعات القبلية، خاصة في محافظتي شبوة وأبين اللتين تشهدان عمليات ضد الإرهاب، وعمليات إرهابية ضد القوات الجنوبية التي تحاربه، فتنبّهت القبائل لضرورة تصفير حواضنها من تهم التعاون مع الإرهاب، والتستر عليه، وأنها أمام مفترق طرق، فإما أن تكون سلبية متغاضية مع الإرهاب، ولن يعفيها ذلك من آثار الحرب، أو تستشعر أهميتها لمصلحتها، فتتحمل مسؤوليتها وتكون جزءًا من جهود مكافحته.

 إن مسؤولية القوات الجنوبية في محاربة الإرهاب، يجب حصرها في الجنوب، أما الشمال فإن العالم يعرف الجهات التي ظلت تقدّم نفسها شريكا دوليا في محاربته، وآخرها الحوثي الذي غزا عدن عام 2015، بحجة محاربة الدواعش والقاعدة، بينما يتعايش معها في مناطقه، ولذا ينبغي ألا يتجاوز الجنوبيون حدودهم، لأنهم سيجدون أمامهم في الشمال جبهة واحدة تحاربهم، يجتمع فيها الداعشي والقاعدي والحوثي والعفاشي والسلفي والإخواني والنهضوي والقبيلي والدوشان، ولو ارتكبوا الخطأ بالحرب في الشمال، فسيجدون صحة قول إخواننا في الشام بأن "حسابات الحقل لم تنطبق على حسابات البيدر".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى