​آسف يا وطني.. لن يطول الصمت

>
كتب رجل لحكيم يقول: لِمَ تبخل على الناس بالكلام؟ فقال الحكيم: "إن الخالق سبحانه وتعالى قد خلق لك أذنين ولسانًا واحدًا لتسمع أكثر مما تقول، لا لتقول أكثر مما تسمع".

في داخلنا كلام لا ينتهي، وأنين لا يتوقف، وفي قلوبنا نبضات تدق، لوطن سَكتَ عن وجعه، وتشعلُ نيران الخوفً في عيون الغازينَ، ها نحن نتكلم ونصرخُ، وفي قلوبنا قوة كأنها أمواج بحر تتحدى الصخور. كلامنا في مكان وزمان يحمل معنى وحكاية وطن.. أغتصب ..أنتهك.

خَوفنا من صَمتِنا السابق وعلى واقعنا الذي مضى.. صمتنا لن يطول.. دمعة أم  وبُكى ثكلى ودمُ شهيدٍ.. لن ننسى جُرحًا لم يندمل بعد، صمتنا لن يطول.. وهو رعبٌ لهم ..وخوف من صمتنا.

نحن عندما نكتب لنذّكر ونستلهم الهمم لذوي العزم، وعندما نكتب لا نكتب بحبر القلم، بل نكتب بدماء الشهداء، فعذرًا إن ظهرت بعض الجراح على السطور، سئمنا واكتفينا من الكلام، نعم سنصمت وندع الحبر يتكلم عنا.  

لا تحسبوا صمتنا جهلًا ونسيانًا، فالأرض صامتة، وفي جوفها بركانٌ، فاعذرونا لقلة كلامنا، ما يدور حولنا لا يستحق الكلام، و عندما نكتب سيخرج من أرحام الأمهات فارس، ومعه حكاية ..وبداخله روح شهيد، صمتنا لن يطول، ولن يطول، وتنتهي الحكاية.

وعندما نُجرح ممن نحب نضحي، من أجل من لا يضحي من أجلنا، وفي النهاية نصبح في قفص الاتهام، ويبقى حديث القلم هو من يتكلم. وحين نتكلم لا يسمع لكلامنا وحديثنا، وحين نشعر بأن كلماتنا لا تصل، وأن مدن أحلامنا لا تتسع، هنا يكون رحيل الصمت هو أجمل هدية نقدمها لأطفالنا.

في تاريخ كل أمة، هناك وقفة قبل النهاية، وهدوء قبل العاصفة، وستكون الكلمات وقفة قبل البركان، الذي ستتفجر منه معاناتنا، لتقطع مسافات الألم، والإحباط، والفشل، لتشكل كياننا المستقبلي المنشود في ركننا الذهبي، لنعيد ترتيب وبناء حديقتنا الغناء، الجنوب العربي ..
ومعروف أن التاريخ لا يرحم أحدًا. آسف يا وطني.. لن يطول الصمت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى