الصين: السعودية وإيران تقودان موجة مصالحة في الشرق الأوسط

> بكين "الأيام" وكالات:

> ​قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الإثنين، إنه في أعقاب حوار الصين مع السعودية وإيران، اتخذ البلدان خطوات لتحسين العلاقات وقيادة تشكيل "موجة مصالحة" في الشرق الأوسط، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا".

وأضاف الوزير، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، أن الصين "تقدر القرار الصحيح الذي اتخذه الجانب الإيراني"، مضيفا أن بكين ستواصل دعم بلدان الشرق الأوسط في استكشاف سبل التنمية وفقا لما يتماشى مع ظروفها المحلية.

وأظهرت الصين في السنوات الأخيرة إصرارا على مزاحمة الولايات المتحدة في دورها في الشرق الأوسط من خلال تبني استراتيجية تحوّلها إلى "حلّال المشاكل" لكي تضعها في موقع أكثر حيوية استنادا إلى علاقات وطيدة مع قطبي الصراع في المنطقة وهما السعودية وإيران، وكذلك من خلال علاقاتها مع باقي دول الخليج الوازنة إضافة إلى إسرائيل.

وفي العاشر من مارس الماضي توصلت إيران والسعودية إلى اتفاق برعاية بكين من أجل إعادة فتح سفارتيهما وتنفيذ اتفاقات تعاون اقتصادي وأمني موقعة منذ أكثر من 20 عاماً.

وتأتي رعاية الصين المحادثات بعد "رغبة من الطرفين في حل الخلافات بينهما من خلال الحوار والدبلوماسية في إطار الروابط الأخوية التي تجمع الجانبين، والتزاما منهما بمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، والمواثيق والأعراف الدولية"، بحسب الخارجية السعودية.

والتقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الجمعة، وزير الخارجية الإيراني في مدينة جدة، في أول لقاء له بمسؤولين إيرانيين منذ استئناف العلاقات بين القوتين الإقليميتين في مارس الماضي، وفق ما أفادت وزارة الخارجية السعودية.

وقال وزير الخارجية الإيراني، على منصة "إكس" تويتر سابقاً، إنه أجرى مع ولي العهد السعودي مباحثات صريحة ومفيدة، مشيراً إلى استمرار الاجتماع لمدة 90 دقيقة.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس"، أن الجانبين "استعرضا العلاقات بين المملكة وإيران"، و"الفرص المستقبلية للتعاون بين البلدين وسبل تطويرها"، بالإضافة إلى "مناقشة تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة تجاهها".

وخلال الاتصال الهاتفي بحث الوزيران الصيني والإيراني عددا من القضايا الإقليمية والدولية. وذكرت وكالة أنباء "شينخوا" أنهما ناقشا المسألة النووية الإيرانية وآخر التطورات التي تحققت بشأنها، إضافة إلى تبادل وجهات النظر بشأن تعاون مجموعة "بريكس".

وأكد وزير الخارجية الصيني استعداد بلاده لمواصلة العمل مع إيران لتعزيز التعاون الثنائي.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني إن طهران تولي أهمية كبيرة لتنمية الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع بكين، وتتطلع إلى الحفاظ على تبادلات رفيعة المستوى معها، وتعميق التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق، وتعزيز التنسيق والتعاون في الشؤون الدولية والإقليمية.

وتبادل الجانبان الآراء بشأن المسألة النووية الإيرانية. وأطلع عبداللهيان نظيره الصيني على أحدث التطورات التي تحققت في الاتصالات مع جميع الأطراف.

وقال وانغ إنه من غير الممكن التوصل لحل أساسي للقضية النووية الإيرانية إلا بالعودة إلى التطبيق الشامل والفعال للاتفاق النووي.

وأضاف أن الصين مستعدة لتعزيز التنسيق مع جميع الأطراف، منها إيران، لدفع القضية النووية الإيرانية في اتجاه يفضي إلى السلام والاستقرار الإقليميين.

وبعد الفشل في إحياء الاتفاق عبر المحادثات غير المباشرة التي توقفت منذ سبتمبر الماضي في فيينا، اجتمع مسؤولون إيرانيون وغربيون بشكل متكرر خلال الأسابيع الماضية، لتحديد الخطوات التي من شأنها الحد من الأنشطة النووية الإيرانية سريعة التقدم.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" في 12 أغسطس عن أشخاص مطلعين قولهم إن إيران أبطأت بدرجة كبيرة وتيرة تكوين مخزون اليورانيوم المخصب بدرجة قريبة من اللازمة لصنع أسلحة وخففت بعض مخزونها.

وأخبر الأشخاص المطلعون إيران، بحسب "وول ستريت جورنال"، أنه إذا كان هناك تهدئة للتوترات خلال الصيف، فسيكونون منفتحين على محادثات أوسع في وقت لاحق من هذا العام، بما في ذلك برنامج إيران النووي.

ورغم أن معدل إنتاج إيران لليورانيوم المخصب يمكن أن يتقلب لعدة أسباب تقنية، بما في ذلك أعمال الصيانة في أحد منشآتها النووية، فإن حقيقة أن إيران قد خففت مخزون اليورانيوم عالي التخصيب، يشير بقوة حسب الخبراء إلى أن التراكم الأبطأ بنسبة 60 في المئة من المواد هو أمر مقصود.

ولم تعلق بعثة إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو الوكالة على الأمر، لكن من المتوقع أن تصدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرها المقبل عن البرنامج النووي الإيراني في أواخر أغسطس أو أوائل سبتمبر، حيث ستتضح دقة هذه النسبة.

من جانبه قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، إنه لا يمكنه تأكيد هذا التقرير لكنه أشار إلى أن "أي خطوات قد تتخذها إيران لإبطاء وتيرة التخصيب ستكون بالتأكيد موضع ترحيب".

وأضاف "لسنا في مفاوضات جدية حول البرنامج النووي. لكن مثل هذه الخطوات هي بالتأكيد، في حالة صحتها، موضع ترحيب".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى