مواطنون: أسماك عدن تُباع لشركات خارجية بالعملة الأجنبية وبمبالغ كبيرة

> محمد حاتم علي

> المواطن في عدن لا يستطيع شراء سمك "الباغة" لارتفاع سعره!
>  بائع السمك محمد سعيد: نحن في موسم رياح وهذا أحد أسباب ارتفاع أسعار الأسماك

> في يوم الأحد الموافق 19 فبراير الماضي طالعتنا وسائل الإعلام بخبر، مفاده أن وزير الزراعة والثروة السمكية اللواء سالم عبدالله السقطري ترأس اجتماعًا عُـقِـدَ في مدينة البحر العاصمة عدن، بحضور وكلاء ومستشاري الوزارة للقطاع السمكي وممثلين من الاتحاد التعاوني السمكي، والمختصين بالوزارة والقطاع السمكي، من أجل فرض إجراءات صارمة لمعالجة إشكالية شحة كميات الأسماك في السوق المحلية وضبط الأسعار، وتفعيل الرقابة والمتابعة لضمان نجاح هذه الإجراءات ووضع الضوابط اللازمة، وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب لتنفيذ القرارات والإجراءات الصادرة بهذا الشأن.


ومنذ ذلك الحين (6) أشهر وحتى اليوم والمواطنون ما زالوا يستغيثون من لهيب أسعار الأسماك التي حتى مياه البحر لم تستطع أن تطفئها.

"الأيام" بدورها توجهت إلى السوق المركزي للأسماك في منطقة (صيرة) بمدينة كريتر، وسألت البائعين عن الأسعار وكانت المفاجأة الصادمة:-

الكيلو الديرك بـ 21000 ريال، الكيلو السخلة بـ 18000 ريال، الكيلو الثمد بـ14000 ريال، الكيلو البياض بـ 8000 ريال.

يقول المواطن سمير عبد القادر عبد الرحمن "ارتفعت الأسماك بشكل كبير لا يستطيع المواطن أن يشتري الصيد (السمك) أصبح من الصعب شراؤه، والأفضل له أن يشتري دجاجة بـ3500 ريال من شراء كيلو سمك بـ14000 ريال، الحالة المعيشية للمواطن أصبحت صعبة، والسمك ارتفع ثمنه فوق ما كنا نتصور، والصيادون يتعذرون بأن أسباب ارتفاع أسعار الأسماك هو ارتفاع منسوب البحر وتقلب تياراته في المواسم وما أطولها.
سمير عبدالقادر
سمير عبدالقادر


ومما زاد الطين بلة ارتفاع البترول، فأصبح الصياد يشتري البنزين بمبلغ، ويبيع السمك بالسعر الذي يريده هو، ويمتنع عن البيع بسعر رخيص، والمواطن المسكين ليس لديه إلا أن يُـسلِّـم أمره لله عز وجل.

متسائلًا أين الأفضل أن يقوم المواطن العدني الكادح بشراء قطعة سمك صغيرة تعادل ألفي ريال أو أن يشتري دجاجة بـ3500 ريال؟


متابعًا أن الأمر الغريب هو ما يقوله أناسٌ كثر زاروا صنعاء عاصمة الانقلابيين الحوثيين، ووجدوا سعر الكيلو الثمد بـ3500 ريال رغم أنه لا يوجد عندهم بحر.

بينما العاصمة عدن كانت مدينة منتجة للأسماك ولكنها اليوم باتت (الطنجات والعوازل) القاطرات تذهب إلى السعودية، وهذا هو الذي تسبب في غلاء أسعار الأسماك بشكل كبير، لأن الشركات التي تبيع للسعودية تأتي وتدفع للصيادين سعرًا خياليًا بالدولار الأميركي وبالريال السعودي، فيسيل لعابهم عليه ونحن لا نقدر على تلك المبالغ الكبيرة.

يقول محمد محمد سعيد وهو بائع سمك في سوق (صيرة) "عندنا دخل السمك (الإيراد) قليل والخرج (البيع) قليل وبنفس الوقت الطلب عليه كبير، لأنه لا توجد أسماك في البحر، والبحر هذه الأيام رياح عكس في زمن الموسم.
محمد محمد سعيد
محمد محمد سعيد


علمًا بأن البحر في العمق بارد والسمك لا يأكل (الجلب) الطُّـعْـم، والصياد الذي كان يصطاد بـ 400000 ريال أو بـ 500000 ريال في اليوم أصبح اليوم يأتي بـ 50000 ريال، وهذه الأيام يعتبر سعر السمك رخيص أفضل من الأسبوع الماضي، والذي كان يُـباع بالعملة الصعبة، السمكة التي سعرها بـ10000 ريال ارتفعت إلى 20000 ريال.

الصياد حسام فريد علي، عزا أسباب ارتفاع أسعار الأسماك لتسعيرة البنزين المرتفعة والتي يُـقدَّر الثلاثين اللتر بـ35000 ريال، بالإضافة إلى سعر الزيت بـ40000 ريال.
حسام فريد
حسام فريد


متابعًا هذه الأربعين الألف الريال كنت في وقت سابق أشتري من خلالها (دبتين) زيت فأصبحت استخدم دبة واحدة فقط، والسمك بعيد في العمق، لذلك فإن المسافة تستلزم توفير عشرين دبة لقطع المسافة في البحر، والحوت الثمد سيُـباع بـ 400000 ريال أو بـ 500000 ريال والذين سيشترونه من الصياد سيبيعون الكيلو منه بـ 12000 ريال.

أما بالنسبة لصنعاء فيوجد لديهم أسماك من سواحل مديرية المخا، والسمك الموجود في أسواقهم من نوع (زينوب، وفرخ) والبائعون يبيعونه للناس على أنه سمك ثمد، إضافة إلى أن سمك المخا رخيص السعر ويأتي إلى صنعاء من مديرية ذوباب والمديريتان تقعان غربي محافظة تعز، أما أسماكنا فهي مختلفة، ومعروف أن أسماك عدن أسعارها مرتفعة ولا توجد عمليات تهريب أو بيع خارجي فجميعه يُـباع هنا في صيرة.

والمجلس المحلي في مديرية صيرة يأخذون ضريبة على الأسماك، و3 % تذهب إلى مسؤول الحراج رئيس جمعية صيادي خليج صيرة التعاونية السمكية الإنتاجية.

فمثلًا إن ألمَّ بأحد الصيادين شيء خارج عن إرادته فإن الجمعية تمنح الذي وقع به الأمر الطارئ منها ويجعلونها لديهم مثل البنك، في حال إن تعطَّـل محرك القارب سيتم صرف مبلغ منها، ومن ثم يقوم الصياد بطلب الرزق ويُـعيدها إليهم.


وقال المواطن خالد العيسائي ويسكن في مديرية صيرة "إن ارتفاع أسعار الأسماك مشكلة وبائعو الأسماك في الحارات يزعمون أن السبب يتمثَّـل بارتفاع سعر البترول، لكن عندما يشترون (الأحوات) الثمد من الصيادين بسعر الكيلو بـ 2500 ريال مثلًا ومن ثم يبيعون الكيلو بـ7000 ريال فهذا حرام، ومن المفترض أن يثبتوا السعر ويوحدونه، لكن للأسف لا يوجد تثبيت للأسعار، والرقابة منعدمة، والمتابعة غير مطبقة على الصيادين والبائعين.

فالسلطة المحلية مشغولون بأنفسهم ولا يراقبون غلاء الأسعار، ولا يتخذون الإجراءات اللازمة حيال ذلك.. هذا ما يحصل في سوق الأسماك في أسواق بيع المواد الغذائية.

وكذلك يأخذون الأسماك بداخل الحاويات ويبيعونها إلى السعودية، علمًا بأن ارتفاع أسعار الأسماك هنا في العاصمة عدن بسبب السعودية، يعملون على تحميل كميات كبيرة منها بداخل حاويات ثم تنقل إلى ثلاجات وبدورها تُـهرَّب تلك الثلاجات إلى المملكة العربية السعودية.


مستكملًا حديثه ليس الأسماك فقط، بل حتى (البصل) يوردونه إلى السعودية وبعض دول الخليج حتى أنهم رفعوا سعر البصل في سوق الخضار بالعاصمة عدن، والكل يعلم أن مدينة عدن تعتبر بيت السمك ومن المفترض أن تكون أسعارها رخيصة.

كذلك إن أتيت للمقارنة بين السعر هنا في سوق صيرة للأسماك (حراج السمك) ستجده مرتفعًا، وعندما تذهب إلى سوق السمك في كريتر ستلاحظ أنه منخفض عن صيرة والفرق واضح، ولا نعلم ما هو السبب في ذلك، وهنا يجب أن تكون للسلطة المحلية دور في هذا الارتفاع الكبير رغم أن المسافة بينهما قصيرة.

بينما أسعار السمك في صنعاء منخفضة والسبب أنهم منظمون ولا توجد عشوائية بالبيع والشراء، بينما هنا لا توجد لدينا دولة في الأصل، وإن كانت الدولة موجودة كانت ستنخفض أسعار المواد الغذائية، للأسف بلادنا تتابع الطرقات فقط.. نحن لا نريد طرقات، ولا نريد مباني، نريد أن يخفضوا الأسعار هذا أهم شيء.. توجد ثروات هائلة لدينا النفط والغاز وغيرها الكثير ومنها الثروة السمكية.

وقال العامل والبحار باسل فضل أبو بكر سائق سيارة ثلج لحفظ الأسماك فيها "إن سبب ارتفاع أسعار الأسماك لعدم حلول موسم الاصطياد وذهاب الأسماك إلى أعماق البحر، والمسافة المقدرة ما بين 200 إلى 300 ميل، فكم من لترات البنزين ستستهلك قوارب الصيادين؟ وخصوصًا أن سعر المشتقات النفطية قد ازداد مؤخرًا".
باسل فضل أبوبكر
باسل فضل أبوبكر


مضيفًا بقوله "وما أن تأتي الكميات إلى سوق الحراج والتي اصطادها الصيادون حتى يتم تسعيرها بمبالغ فوق قدرة المواطن الفقير (الضبحان) والناس ليست لديها نقود، جراء الوضع المعيشي الصعب فمن أين سيجلب نقود لشراء الكيلو الثمد بـ 16000 ريال؟".

وتحدث قائلًا "الشركات التي تبيع أسماك عدن إلى الخارج تأتي لتشتري بسعر مرتفع، لتبيعه إلى خارج البلاد في دبي وفي السعودية، والصيادون يفضلون البيع لتلك الشركات وتتم المعاملة عبر مندوبين بمبالغ كبيرة وبالعملة الأجنبية، حيث أن المندوبين يأتون بأنفسهم إلى حراج صيرة ويشترون مثلًا الحوت بـ500000 ريال، ومن ثم يبيعون لتلك الشركات إما بـ 800000 ريال أو بمليون ريال، وإن اشتروا كمية من الأسماك من السوق بثلاثة مليون ريال أو بأربعة مليون ريال، فيبيعونها بثلاثة أضعافها يعني يتم بيعها بستة مليون ريال أو بسبعة مليون ريال".

وتابع قائلًا "وأصبح الضمين عليهم هو علي سلام (رئيس جمعية صيادي خليج صيرة) يشتري منه المندوبون، والشركات تقوم بتحويل المبالغ إليه، وهكذا يبيع ويشتري للشركات، ويفضلون البيع الخارجي أفضل من المواطن، والسمك (حق عدن) ضروري يكون رخيص، وفي صنعاء الكيلو الثمد بثلاثة ألف ريال، وهنا بـ 14000 ريال إلى 16000 ريال، مع أن صنعاء لا يوجد فيها بحر، وإنما تأتيها الأسماك من محافظة الحديدة، وهنا لدينا بحر ومع ذلك السمك غالٍ.. وعند حلول الموسم يصل سعر الكيلو الثمد بـ 4000 ريال، وحتى في الموسم يوجد بيع للخارج، ولكن في الموسم الشركات تأخذ من كل مكان (الحديدة، والمكلا) وغيرها لأن السمك يكون كثير، وفي وقت الموسم يفرح الناس بالسمك (الباغة) أما في هذه الأيام يصل سعره إلى خمسة ألف ريال، وكذلك إلى ستة ألف ريال، أما في الموسم فيصبح بألف ريال".



وأضاف قائلًا "أنا أقوم بتوصيل السمك إلى الشركات في مديرية صبر بمحافظة لحج عبر (الدينات) نقوم بتحميل السمك في ثلاجات على متن قواطر إلى السعودية ودبي وأبو ظبي".
وجدان العزاني
وجدان العزاني


وأشار وجدان العزاني صياد ومدير الخدمات في حي الرزميت إلى أن هذه الفترة أسعار الأسماك مرتفعة (نار) لأن كل صياد يطلع البحر يجيب حوت واحد فقط، والبترول مرتفع ثمنه، قيمة البترول تطلع 400000 ريال والصياد هو وحظه، البعض منهم يجدون أسماك كثيرة وكبيرة ويكون رزقه ثمين، أما الحوت الصغير هذا لا يأتي بقيمة أمام البترول والمصاريف ولا للعامل الذي يرافقه، مع العلم أن السمك الثمد عندما يطلع سعره، الصيد كله يرتفع ثمنه، لأن الثمد هو الأساس، حيث يباع الكيلو من الصيادين بثمانية ألف، والبائعون يعرضونه للناس بـ16000 ريال".

خاص لـ"الأيام".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى