أوضاع معيشية يعانيها طلابنا

> العام الدراسي الجديد بدأ في مختلف المراحل الدراسية في العاصمة عدن والمحافظات المحررة، في ظل استمرار الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعانيها البلاد في كل المجالات، خاصة افتقار المدارس الحكومية إلى المقومات والركائز الأساسية لأي عملية تعليمية ناجحة مثل النقص الحاد في أعداد المعلمين، واكتظاظ الصفوف الدراسية بالطلاب، وندرة توفر الكتاب المدرسي، ناهيك عن وجود عقبات آنية، تعترض انطلاق سير العملية التعليمية في الوقت الحالي، وهي دعوة المكتب التنفيذي لنقابة المهن التعليمية والتربوية بعدن إلى إضراب مفتوح مالم يحصل المعلمون على كافة مستحقاتهم المالية.

يأتي العام الدراسي مع استمرار التدهور المعيشي الذي تمر به البلاد، وما يرافقه من عبء مادي كبير ملقى على كاهل الأسر، كونهم ينفقون على شراء ملابس وأحذية ومستلزمات مدرسية لأولادهم، كما أن هناك أسرًا اضطرت إلى إخراج أولادها من المدارس، لتدفعهم إلى سوق العمل لمساعدتهم، ومنهم من يضطر للدراسة والعمل معا، لكي يساعد أهله ويوفر لنفسه مصاريفه.

وبتلمس هموم الأسر نجد أن همها الأكبر، هو كيفية تعاملها مع هذا الوضع الكارثي وما يرافقه من أعباء مالية كبيرة، ملقاة على كاهل تلك الأسر، حيث ساهم تدهور سعر صرف العملة المحلية في ازدياد معدلات الفقر في المجتمع، الأمر الذي أثر بدوره على مناحي الحياة بشكل عام والتعليم بوجه خاص.

ولشعورنا بحقيقة الأزمة التي تمر بها البلاد، وحساسية المرحلة الراهنة وأهمية الإصلاحات، كان لزاما علينا تسليط الضوء على جوانب لا تقل أهمية في الإصلاح الشامل، وهي الأسرة باعتبارها عصب الحياة ومهد لنشأة الطفل.

الأسرة تحتاج إلى دخل ملائم يسمح لها بإشباع حاجتها الأساسية من مسكن ومأكل ومشرب، لكن مع ضعف القدرة الشرائية وغلاء المعيشة وانتشار البطالة، تلك العوامل ساهمت في زيادة المشاكل التي تعاني منها الأسر، ورغم كل هذه الضغوطات فالرغبة الأقوى عند غالبية الأسر تعليم أبنائها، وتحقيق نتائج مرضية في تحصيلهم الدراسي.

وهنا يجب على الجهات المسؤولة والتي لها علاقة ودور في دعم ومساندة الأسر المحتاجة، أن يقدموا المساعدات للطلاب، لكي يستطيعوا مواصلة دراستهم، كما على فاعلي الخير وإدارات المدارس، بالتنسيق مع مكاتب التربية والتعليم في كل مديرية، أن يقفوا إلى جانبهم بتقديم المساعدات، وبحسبة بسيطة فإن ملبسًا وحذاءً لطالب واحد مع حقيبة مدرسية ومستلزماتها وكتب مدرسية، تحتاج إلى قرابة خمسين ألف ريال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى