صلاة الجمعة وخُطَبهَا من أعظم شعائر الإسلام، وهي حدثٌ لا يشبهه أي حدث، أو ينافسه فيها أحد وهي التزام ديني على مستوى العالم، بالاستماع إلى خطبة الجمعة، حيث تعتبر الخطابة من أنجح الوسائل التي يلجأ اليها المصلحون والعلماء والدعاة والقادة في كل العصور، لتحريك العقول، وإيقاظ القلوب، وبثّ الثقة في النفوس، وكم خطبة فتحت الأمل والتوبة لدى بعض السامعين، وكم خطبة أثرت في النفوس، وكم خطبة أطفأت نار الفتنة، وكم خطبة أحدثت تحولات في سلوك الحكومات، ومنها نصح الحكام بالتذكير بالرعاية والأمانة.
ولا تزال خطبة الجمعة تحتل موقعًا مهمًا متميزًا في تبليغ الدين، ونشر الدعوة وبث الإصلاح؛ فهي أكثر الوسائل فعالية في بيان الحق، وعرض الفكر الصحيح، ومخاطبة مختلف الفئات والطبقات والمستويات.
الصحابي الجليل _عائذ بن عمرو رضي الله عنه- لما رأى من أميره وحاكمه ورئيسه، ما يستوجب النصيحة له.. من ظلم للرعية وجور عليهم، وحملهم على ما يشق عليهم من غير مبالاة بهم، ذهب -رضي الله عنه- إليه ودخل عليه وراح ينصح له ويعظه ويرشده، لأن ذلك من حق الأمير عليه، فـ (الدين النصيحة لله، وكتابه، ورسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم).
من أدوار الخطيب أن يزيد من ر ابط الإخاء والمحبة بين الناس، وينزع فتيل الخلافات بين الحاضرين، ويتعرف على حاجات الناس ورغباتهم، وما يشغل بالهم، ومن أدوار الخطيب نصيحة ولي الأمر.
وهنا دعونا نعرج على خطبائنا ودعاتنا وشيوخنا في عموم مساجدنا، باختلاف أعمارهم، وعلومهم، ومشاربهم، وطرقهم، وتوجههم، ومذاهبهم، في جميع خطبهم لم نجد خطيبا واحدًا يدعو في خطبته بالنُصح والإرشاد لولي الأمر، وتذكيره بالرعاية والأمانة، والتخفيف عن رعيته وفقًا للحديث الشريف { كُلكُم راعٍ وكلكم مَسؤول عَن رعيته}.
إنه ينبغي على الخطيب الحصيف ملامسة هموم الناس، وحل مشاكلهم، غير أنه في نفس الوقت لا يذكر أشخاصا بأسمائهم، أو جهات أوهيئات بعينها، كما أنه يحبذ معالجة المشاكل بأسلوب هادئ، ليس فيه تهكم أو ازدراء.
وعليه ألا يتناول من المشاكل إلا ما كان ذا بعد مجتمعي، أو وطني، يهم المجتمع أو يؤثر عليه سلبا أو إيجابا.
وكثير من الخطباء لا يحسنون اختيارَ مواقيت ومناسبات موضوعات الخطبة، فيخصصون خطبهم للحديث عن الموت وقد اقترب العيد، أو الحديث عن الحج وعلى الأبواب شهر رمضان، وهو ما يثير الاستياء، ويجعل من الخطبة مملة.
فلم نرَ أو نسمع خطيبًا ينصح ولي الأمر (الحكومة) في التخفيف عن رعيته، ويشفق عليهم من معاناة الكهرباء والمياه، وغلاء الأسعار، وتوفير المرتبات، وانضباط العملية التعليمية، باعتباره راعيًا، فعليه رعايته، والتخفيف عنهم فيما يضرهم ويتعبهم.
فالأمر والولاية أمر خطير في غاية الخطورة، وإن لم يكن الحاكم قائمًا فيها بالعدل والحق، رحيمًا، مشفقًا على رعيته، فهو على خطر عظيم، يوشك ألا ينجو منه، فإذا علم الخطيب الصادق، وهو أبلغ وأفصح وأنصح الأمة، جلالة الأمر وعظمِه، لم يجد بدًا من نصح الوالي، إذا رأى منه خلاف الحق والعدل والأمانة، فعليه نصح وتذكير الحاكم وولاة الأمر بالأمانة، التي على عاتقه، وبالشفقة والرحمة واللين مع رعيته.
فالخطيب يستطيع أن يقنع ويؤثر في سامعيه، حتى لو كانوا من مخالفيه، بأخلاقه وسلوكه، فالمستمعون للخطيب عيونهم وعقولهم معلقة بمن يعتلي المنبر، وهو يكون بمنزلة رفيعة في الدعوة والنصح والإرشاد.
نحن لانطلب من الخطباء أن يخرجوا الناس عن طاعة ولي الأمر الحاكم، إنما ينصحونه برفق ولين، ونختم مقالنا بحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم.. "إن شر الرعاء الحطمة" فإياكم أن تكونوا منهم، أي أن شر الأمراء الحطمة، الذي يظلم رعيته ويجور عليهم، ولا يرحمهم ولا يرفق بهم.
ولا تزال خطبة الجمعة تحتل موقعًا مهمًا متميزًا في تبليغ الدين، ونشر الدعوة وبث الإصلاح؛ فهي أكثر الوسائل فعالية في بيان الحق، وعرض الفكر الصحيح، ومخاطبة مختلف الفئات والطبقات والمستويات.
الصحابي الجليل _عائذ بن عمرو رضي الله عنه- لما رأى من أميره وحاكمه ورئيسه، ما يستوجب النصيحة له.. من ظلم للرعية وجور عليهم، وحملهم على ما يشق عليهم من غير مبالاة بهم، ذهب -رضي الله عنه- إليه ودخل عليه وراح ينصح له ويعظه ويرشده، لأن ذلك من حق الأمير عليه، فـ (الدين النصيحة لله، وكتابه، ورسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم).
من أدوار الخطيب أن يزيد من ر ابط الإخاء والمحبة بين الناس، وينزع فتيل الخلافات بين الحاضرين، ويتعرف على حاجات الناس ورغباتهم، وما يشغل بالهم، ومن أدوار الخطيب نصيحة ولي الأمر.
وهنا دعونا نعرج على خطبائنا ودعاتنا وشيوخنا في عموم مساجدنا، باختلاف أعمارهم، وعلومهم، ومشاربهم، وطرقهم، وتوجههم، ومذاهبهم، في جميع خطبهم لم نجد خطيبا واحدًا يدعو في خطبته بالنُصح والإرشاد لولي الأمر، وتذكيره بالرعاية والأمانة، والتخفيف عن رعيته وفقًا للحديث الشريف { كُلكُم راعٍ وكلكم مَسؤول عَن رعيته}.
إنه ينبغي على الخطيب الحصيف ملامسة هموم الناس، وحل مشاكلهم، غير أنه في نفس الوقت لا يذكر أشخاصا بأسمائهم، أو جهات أوهيئات بعينها، كما أنه يحبذ معالجة المشاكل بأسلوب هادئ، ليس فيه تهكم أو ازدراء.
وعليه ألا يتناول من المشاكل إلا ما كان ذا بعد مجتمعي، أو وطني، يهم المجتمع أو يؤثر عليه سلبا أو إيجابا.
وكثير من الخطباء لا يحسنون اختيارَ مواقيت ومناسبات موضوعات الخطبة، فيخصصون خطبهم للحديث عن الموت وقد اقترب العيد، أو الحديث عن الحج وعلى الأبواب شهر رمضان، وهو ما يثير الاستياء، ويجعل من الخطبة مملة.
فلم نرَ أو نسمع خطيبًا ينصح ولي الأمر (الحكومة) في التخفيف عن رعيته، ويشفق عليهم من معاناة الكهرباء والمياه، وغلاء الأسعار، وتوفير المرتبات، وانضباط العملية التعليمية، باعتباره راعيًا، فعليه رعايته، والتخفيف عنهم فيما يضرهم ويتعبهم.
فالأمر والولاية أمر خطير في غاية الخطورة، وإن لم يكن الحاكم قائمًا فيها بالعدل والحق، رحيمًا، مشفقًا على رعيته، فهو على خطر عظيم، يوشك ألا ينجو منه، فإذا علم الخطيب الصادق، وهو أبلغ وأفصح وأنصح الأمة، جلالة الأمر وعظمِه، لم يجد بدًا من نصح الوالي، إذا رأى منه خلاف الحق والعدل والأمانة، فعليه نصح وتذكير الحاكم وولاة الأمر بالأمانة، التي على عاتقه، وبالشفقة والرحمة واللين مع رعيته.
فالخطيب يستطيع أن يقنع ويؤثر في سامعيه، حتى لو كانوا من مخالفيه، بأخلاقه وسلوكه، فالمستمعون للخطيب عيونهم وعقولهم معلقة بمن يعتلي المنبر، وهو يكون بمنزلة رفيعة في الدعوة والنصح والإرشاد.
نحن لانطلب من الخطباء أن يخرجوا الناس عن طاعة ولي الأمر الحاكم، إنما ينصحونه برفق ولين، ونختم مقالنا بحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم.. "إن شر الرعاء الحطمة" فإياكم أن تكونوا منهم، أي أن شر الأمراء الحطمة، الذي يظلم رعيته ويجور عليهم، ولا يرحمهم ولا يرفق بهم.