تقرير: إيران توجه حزب الله بالانسحاب من صراع اليمن

> نجوى أبي حيدر:

>
​إذا صدقت الجمهورية الإسلامية وصفت نياتها، عسى ولعلّ، فإن أزمة اليمن دخلت مسار الحل. هي قطعت وعدًا للمملكة العربية السعودية بإنهاء القتال وتصفير المشاكل معها، ما يعني عمليًا عودة العلاقات إلى ما قبل مرحلة التأزم ولكن، بحذر.

الصين فعلت فعلها في مجال ترميم اتفاق بكين ومنع انهياره. طار حسين أميرعبد اللهيان إلى جدة وفي جعبته الملف اليمني. اجتمع مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. اتفقا على استئناف المفاوضات استنادًا إلى بنود الاتفاق الثلاثي بدءًا بإنهاء حرب اليمن، ثم حط رأس الدبلوماسية الإيرانية في دمشق وبعدها في بيروت.

حمل عبد اللهيان سلّة أفكار نقلها إلى حزب الله، تؤكد وجوب إنهاء الحرب في اليمن ووقف دعم أنصار الله وتدريبهم وتزويدهم بالسلاح وإدارة المعارك وإنسحاب الحزب من المسرح اليمني، تجاوبًا مع ما تم الاتفاق عليه في جدة، بحث الملف عميقًا مع أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله واتخذ القرار. إلا أن السؤال يطرح نفسه حول مدى جدية إيران في إنهاء ملف اليمن وتجاوب الحزب، وما إذا كانت ثمة ازدواجية بين طلب إيران وإمكان رفض الحزب من ضمن سياسة المناورة المعهودة.
يقول مسؤول عربي إن منطقة الشرق الأوسط تتجه نحو التهدئة بعدما سلكت التطورات في الأشهر الأخيرة منحى تصعيديًا أوحى بانفجار وشيك.

المعطيات المتجمعة في الأفق تشي كلها بسحب فتيل التوتر، وما يُشاع في شأن تعزيزات عسكرية ما هو إلا من قبيل رفع السقوف من ضمن مقتضيات التفاوض.

اتفاق بكين من جهة والحوار الأميركي- الإيراني المتقدم من جهة ثانية يؤسسان لأرضية غير صدامية ويحولان دون نشوب حروب لا سيما بين إسرائيل وحزب الله بعدما أثبت الترسيم البحري مفاعيله ليدخل لبنان نادي الدول النفطية إثر بدء عمليات استخراج الغاز الموجود بكميات وفيرة في بحره، ولو أن الاستخراج قد يطول إلى ما بعد حل الأزمة الرئاسية والشروع في الإصلاحات المطلوبة دوليًا والقضاء على منظومة الفساد وإطلاق ورشة إعادة النهوض.

في السياق هذا، يكشف المسؤول لـ"المركزية" أن السعودية مع أميركا وإيران ستختار الرئيس العتيد ليتم تسويقه محليًا عبر المسؤولين والقوى السياسية، إذ لا يمكن أن يُنتخب رئيس مناهض للمملكة والخط السيادي، أي رئيس من خط المقاومة على غرار ميشال عون، فآنذاك لن يحصل لبنان على فلس واحد من المساعدات الدولية لإعانته على النهوض.

أما في سوريا، يتابع المسؤول، فالوضع صعب ومعقد لكنه ليس مستحيلًا. الرئيس بشار الأسد باقٍ في الحكم لتعذر إيجاد البديل، لكن ثمة مؤشرات إلى قيام حكومة إنقاذية قريبًا.

ويتحدث عن تباين في وجهات النظر والمواقف بين السعودية ودولة الإمارات المتحدة  يتظهّر في مقاربة أكثر من ملف من اليمن وفلسطين إلى سوريا والعراق وحتى لبنان، وما وقوف الإمارات رأس حربة في مجلس الأمن ضد موقف لبنان أبان التصويت على قرار التمديد لقوات الطوارئ الدولية سوى الدليل إلى ذهاب الإمارات بعيدًا في قراراتها، أبعد بأشواط من المملكة، التي تنتهج سياسة الاعتدال والانفتاح.

تطورات متسارعة تجري على المسرح الإقليمي لابد ستحدث تغيرات واسعة بدءًا من اليمن ووصولًا إلى لبنان، مع تسجيل عودة قوية للولايات المتحدة الأميركية بعد انكفاء. حزب الله يستشعر مدى خطورته ويلتقط منذ اللحظة ذبذبات تداعياته مستقبلًا في ضوء تبدّل موازين القوى وما يستتبع ترسيم الحدود من انتفاء الحاجة إلى السلاح وانعدام أي دور للمقاومة الإسلامية، ويسعى إلى جني ما تبقى من المكاسب.
المصدر: وكالة "الأنباء المركزية" اللبنانية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى