الجنوب من سينقذه في هذا الكوكب؟

> نحاول كأبناء لهذا الجنوب أن نرسي دعائم بناء دولته المستقلة المنشودة، أو هكذا نزعم ! كيف لا؟ و كل يوم وكل لحظة تمر نقول ونكرر الجنوب لنا .. هل هذه هي فقط حصيلة كل هذا الحراك وهذا النضال و تلك التضحيات التي قدمها أبناؤه؟ علينا أن نعمل على تغيير ما نفكر فيه، وكيف نفكر بطريقة تساعدنا على العبور وليس البقاء في دائرة مغلقة ضيقة ؟ السياسة باب واسع بل لها أكثر من باب، والفطن من يستطيع العثور على الباب الذي ينفذ منه بخطى ثابتة، قد تسببها عقبات جمة ولكنها الطريق الصحيح لبلوغ الهدف. هناك مثل أمريكي أقتبسه يقول: (أصغر الكلاب أكثر نباحا). نعم إننا نجد تلك الحيوانات الصغيرة وهي تجول في الشوارع والأحياء وهي تنبح أكثر من تلك التي تكبرها حجما، والفارق أن صغير الحجم لا يملك القوة والحجم ليقاتل فتجده ينبح عوضا عن ذلك.. نحن بحاجة إلى أن نكون أكبر حجما في الأداء والعطاء والبذل والرؤية التي تلامس واقعنا، وتجعل منا أكثر حكمة وبعدا في الرؤية.

الجنوب لا يقتصر على موقعه فقط ، ولا يجب أن نظل نردد ذلك .. الجنوب يحمل دعوة مجتمعية يملك هو مفاتيحها ومقابض أبوابها، إن كنا أكثر إدراكا لمحيطنا وواقعنا الذي تموج به عواصف شتى، بعضها طبيعية وأخرى مصطنعة.

من تلك المفاتيح، تفعيل دور المجالس البلدية، والتمثيل السليم الذي يمنح لأبناء كل منطقة حرية الحركة والتجارة والأمن والجيش وغيره من القضايا، التي إن وجهنا نوايانا نحوها بصدق لاختصرنا تلك الأماني والأحلام.

مرت السنوات العجاف ونحن نرسي مقولة واحدة و شعار أوحد، ولم نجدد فيها أو نعمل على تغيير ما نريد أو نحلم به. هي الصدفة أكثر ما تلعب فيها. أما تحقيق ذلك فيتطلب أن نكون مجردين من ذواتنا، لأنها الفشل الحقيقي فيما نصبو إليه. الإيجابية ليست كل شيء، بل قد تكون مجرد مظلة تقينا من الحر أوالمطر، وتبتل أوتتمزق مع طول الفترة.

ما يجب أن نفعله، هو التفكير بجوانب عملية جراحية، تشفي مكان الجرح ولا تزيده توسيعا، فطالما نملك أذونات تتمثل بوثائق لم نستثمرها حتى اليوم، في الأداء والتطبيق العملي فلن نتقدم قيد أنملة. الجنوب رقعة والقضية أرفع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى