أين ذهبت أخلاقنا

> لقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).  إذن فالأخلاق هي أساس العلاقات بين الناس، بدون وجود أخلاق تصبح العلاقة بين البشر بدون قيمة ولا قيود، مثلما هو حالنا اليوم لقد فقدنا أخلاقنا وصرنا نقتل بعضنا، ونخون، ونكذب، ونغش، ونستقوي على الضعيف، وننتهك الحقوق، وكأننا لسنا بشرًا، بل تجاوزنا حتى سلوك بعض الحيوانات، لقد دمرنا حياتنا الجميلة، وحولناها إلى خوف وفزع، وذلك بسبب الجشع والجهل، وبدون تفكير في عواقب أفعالنا، صرنا نعيد هذا السلوك الشاذ والمشين، دون خجل أو خوف من الله. إن الأمم التي تفقد أخلاقها تفقد بالتالي وجودها بين الأمم، ونحن للأسف الشديد وصلنا إلى مرحلة لم يعد لدينا أي وازع، لوقف تصرفاتنا. فالكبير يأكل الصغير، والقوي يقتل الضعيف، وكل ذلك باسم الدين تارة، وباسم الوطنية تارة أخرى. ولذلك لم يعد للنصيحة مكان في حياتنا، إلا من رحم ربي، وهم قلة قليلة، صوتها غير مسموع. فهل سألنا أنفسنا إلى أين؟ وإلى متى سيبقى حالنا هكذا؟
إن الشعوب من حولنا تتقدم وتتطور، ونحن نعود إلى الخلف، نحن أبناء الجنوب، وأبناء أول وأهم مدينة في الجزيرة العربية والخليج، صارت هذه هي حياتنا، حياة بؤس وشقاء وضياع للوقت.

كان أبناء المناطق المجاورة يحسدوننا على رقي حياتنا، وعلى سمو أخلاقنا. لماذا حدث كل هذا؟ ومن السبب؟
علينا البحث عن السبب والمتسبب، وإزالة السبب والمتسبب، لكي نعود إلى وضعنا وحياتنا الطبيعية.

وأختم بقول أمير الشعراء أحمد شوقي:

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت...فإن همُو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
والله الموفق.


> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى