تحليل يكشف عن خريطة سياسيّة جديدة باليمن وشبه الجزيرة العربيّة

> "الأيام" القسم السياسي:

> أكد تحليل سياسي نشرته صحيفة "النهار" اللبنانية، يوم أمس، أن الحوثيين فرضوا أمرًا واقعًا في اليمن أعاد تقسيم البلد الذي توحّد في عام 1990 على أسس جديدة لا علاقة لها بالوحدة اليمنية.

وأوضح التحليل الذي كتبه الكاتب والمحلل السياسي "خيرالله خيرالله"، بأنه "باتت هناك خريطة سياسية جديدة في اليمن وشبه الجزيرة العربيّة، تكرّست الخريطة، بعد تسع سنوات مرّت على قيام الكيان الحوثي في اليمن منذ 21 سبتمبر 2014 حين ضعت "جماعة أنصار الله" التي يتزعمها عبد الملك الحوثي يدها على العاصمة اليمنيّة صنعاء.

وأضاف مؤكدًا: "فرض الحوثيون أمرًا واقعًا في اليمن بما يتجاوز البلد. كرسوا إعادة تقسيم البلد الذي توحّد في عام 1990 على أسس جديدة لا علاقة لها بوجود دولتين مستقلتين، كما كانت عليه الحال في الماضي القريب.

ما الذي سيولد من هذا الأمر الواقع الجديد بعدما توجّه وفد حوثي برئاسة محمّد عبد السلام إلى الرياض وأمضى بضعة أيام فيها بصفة كونه "وفد صنعاء"؟.

بعد دخولهم صنعاء، ما لبث الحوثيون أن تمددوا في كلّ أنحاء اليمن قبل أن يوجد من يُخرجهم من مناطق حساسة، بينها عدن ومحافظات الجنوب وميناء المخا الذي يتحكّم بباب المندب. وُجد أيضًا من منعهم من التوسّع أكثر في تعز المدينة الأهمّ في المناطق الوسطى ومن السيطرة على مدينة مأرب.

بات الحوثيون محصورين في شمال اليمن، علمًا أنّه لا يمكن الاستخفاف بأهمّية المنطقة التي هم فيها، خصوصًا في ضوء امتلاكها حدودًا طويلة مع المملكة العربيّة السعوديّة.

ومضى قائلًا: "كان همّ "جماعة أنصار الله"، قبل 2014، محصورًا بأن يكون لديها ميناء صغير على البحر الأحمر هو ميدي في محافظة حجة. صار لدى الجماعة الآن ميناء الحديدة على البحر الأحمر، وهو أكبر الموانئ اليمنية.

كانت زيارة وفد صنعاء إلى الرياض نقطة تحوّل، خصوصًا أنّها ترافقت مع عرض عسكري كبير قام به الحوثيون في العاصمة اليمنية في ذكرى استيلائهم عليها.

حصل الحوثيون في الرياض على بعض مطالبهم، بما في ذلك دفع رواتب الموظفين الحكوميين الموجودين في مناطق سيطرتهم، كذلك، هناك بحث في كيفية إشراكهم في الحصول على حصة من الموارد المالية التي توفرها حقول النفط والغاز اليمنية التي هي حاليًا تحت سيطرة "الشرعيّة". ليس مستبعدًا السماح للحوثيين برحلات إلى عواصم ومدن عربيّة انطلاقً من مطار صنعاء.

يبقى في نهاية المطاف، أنّه صار لـ"الجمهوريّة الإسلاميّة" موقع قدم في شبه الجزيرة العربيّة. ليست "جماعة أنصار الله" سوى جماعة أخرى موالية لـ"الحرس الثوري" الإيراني.

إذا كان مطلوبًا اختصار نتائج زيارة الوفد الحوثي للرياض، يمكن القول إنّ هذا الوفد حصل، بوساطة عُمانيّة، على اعتراف سعودي بالكيان الذي عاصمته صنعاء والذي قام قبل تسع سنوات".

وأردف منوهًا بأن "الحوثيين نجحوا في استغلال كل الأخطاء التي ارتكبها حزب التجمع اليمني للإصلاح "الإخوان المسلمين" الذين سيطروا على اليمن عقب ثورة الربيع العربي.

فقد بدأت تلك الثورة بنزول الإخوان إلى الشارع ابتداءً من فبراير 2011 في سياق الربيع العربي، مع مرور الوقت، تبيّن أن الحوثيين هم المستفيد الأول، وربّما الوحيد، من هذا الأمر".

واختتم التحليل السياسي، بتأكيده بأنه "مع ذهاب وفد صنعاء إلى الرياض، صارت السعودية في موقع الوسيط بين اليمنيين، لا يمكن تجاهل أنّ المملكة حصلت، في مقابل التفاهم على دفع الرواتب وتوفير بعض التسهيلات في مناطق سيطرة جماعة أنصار الله، على تمديد للهدنة التي تمّ التوصّل إليها في 22 أبريل 2022.

ودخل اليمن مرحلة يمكن وصفها بالانتقالية في انتظار بلورة تسوية سياسية ذات طابع واسع يومًا. سيجرّ قيام الكيان الحوثي إلى قيام كيانات أخرى، من بينها كيان في حضرموت، وهذا تطور في غاية الأهمّية بالنسبة إلى المملكة، وآخر في المهرة على حدود سلطنة عُمان.

ستكون هناك ترتيبات خاصة في عدن ومحافظات أخرى.. في انتظار التسوية السياسيّة. الشيء الأكيد أن الوحدة اليمنيّة انتهت من جهة وأنّ لا عودة من جهة أخرى إلى ما قبل الوحدة، أي إلى خيار الدولتين اللتين كانتا قبل 22 (مايو) 1990.

انهار هذا البلد "الجنوب" فعلًا مع بدء انهيار الاتحاد السوفياتي الذي فقد السيطرة على الوضع في عدن ولم يعد قادرًا على التحكم بالصراعات فيها. حدث ذلك في 13 يناير 1986.

يصعب التكهن بتغيير كبير في صنعاء ما دام النظام الإيراني الذي يتحكّم به "الحرس الثوري" قائمًا، في انتظار تطورات ما في إيران، قد تحصل قريبًا وقد لا تحصل، سيجد أهل الخليج، في مقدّمهم السعوديّة، أنفسهم أمام خريطة سياسية جديدة في اليمن وشبه الجزيرة العربية.

ستفرض عليهم هذه الخريطة التعايش مع كيان لديه مسيّرات وصواريخ وآلاف المقاتلين وكلّ الوسائل العسكرية التي تكفل له السيطرة على الشعب اليمني الذي في مناطقه".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى