ملكية ومن قرح يقرح

> وددت من خلال مقالي هذا أن أوجه كلمة للمحتفلين الأشاوس بذكرى ثورة 26 سبتمبر وأقول لهم كما قال الرئيس السوفييتي ميخائيل جرباتشوف آخر رؤساء الاتحاد السوفييتي قبل انهياره وتفككه إلى جمهوريات مستقلة، أثناء اجتماعه بأعضاء المكتب واللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفييتي: لقد انتهت الحفلة يا رفاق وبإمكانكم رفع الأقنعة عن وجوهكم .. مشيرًا بذلك إلى انتهاء حقبة حكم النظام الاشتراكي العتيق، واليوم عبد الملك الحوثي يزيل ما تبقى من غشاوة عن عيون اليمنيين الذين ما زالوا يحلمون بعودة النظام الجمهوري إلى صنعاء، فهذا العام سوف يكون آخر عام يحتفل فيه اليمنيون بذكرى عيد ثورتهم، وسيكون هناك تاريخ جديد يحتفل فيه اليمنيون وهو 21 سبتمبر.

اليوم الذي استطاع فيه الحوثيون إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، والانقلاب على النظام الجمهوري بسيطرتهم على صنعاء، نعم أيها المحتفلون الأشاوس، لقد عادت الملكية والإمامة بقوة ولم تعد المسألة سوى مسألة وقت، وبعد أيام قلائل سيقام في صنعاء حفل تتويج عبد الملك الحوثي إمامًا على اليمن، والإعلان عن عودة المملكة المتوكلية الهاشمية، وانتهاء ثورة 26 سبتمبر وإلى الأبد.

لتصبح ذكرى حزينة في وجدان الشعب اليمني، وانطلاقًا من ذلك نقول للممسكين بأطراف الأزمة اليمنية أو اللعبة السياسية في اليمن من اللاعبين الإقليميين والدوليين لم يعد هناك من داعٍ ولا معنى لتطويل عذابات الشعبين الجنوبي والشمالي معًا، فقد حسم الأمر، وانطلاقا من كونهم مسؤولين عن ملف الأزمة اليمنية، فمن واجبهم الإنساني والأخلاقي إنهاء هذه الحرب العبثية والإعلان فورا عن قرار حل الدولتين، وذلك برعاية إقليمية وأممية، وأن يستقل كلٌ بدولته.

خاصة وأن الشعب الجنوبي قد قدم الغالي والنفيس ولا يزال يقدم التضحيات تلو التضحيات والقرابين من أبنائه حتى اللحظة، وذلك من أجل استعادة دولته، بينما القوى العسكرية والأحزاب والنخب السياسية والقبيلة الشمالية مجتمعة، تخاذلوا وتراجعوا ووقفوا عاجزين عن خوض معركة تحرير واستعادة صنعاء من مخالب الحوثي المغروسة في جسدها، بل إن أكثرهم كانوا يقفون إلى جانب الحوثيين ويساندونهم ويتخادمون معهم بصورة أو بأخرى، طيلة فترة الحرب التي تمتد لثماني سنوات، وكانوا بمثابة عامل مساعد في تثبيت الحوثيين ومشروعهم السلالي الإمامي ومازالوا كذلك حتى اللحظة.

في الوقت الذي كان الأمر يحتاج منهم إلى الدخول في معركة كسر عظم مع الحوثيين، ولكنهم لم يفعلوها بالأمس ولن يفعلوها اليوم ولن يفعلوها غدا، فلا يلومون بعد ذلك أحدًا، بل عليهم بلوم أنفسهم، لأنهم هم من فرط بالجمهورية كما فرطوا من قبل بالوحدة مع الجنوب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى