دخان الحطب يهدد العسل اليمني

> موسى المليكي

> يعمل محمد أحمد دحدوح، في تربية النحل في مديرية أحور، محافظة أبين، وتعتبر مصدر دخله الرئيسي. لكن الاحتطاب الجائر للأشجار، خصوصًا أشجار الأصناف الشهيرة للعسل اليمني كالسدر، السلام والسمر، يهدد مصدر معيشته وخلايا النحل التي يملكها. تمثل أزهار هذه الأشجار الشوكية مصدرًا غذائيًا رئيسيًا لخلايا النحل في اليمن التي تنتج أصنافًا عالمية من العسل اليمني، التي تسمى بأسماء الأشجار نفسها.

دحدوح ليس وحده، فهناك ما يقارب 100 ألف نحال يمني يعانون من الاحتطاب الجائر على أشجار غذاء النحل.

يعد إنتاج العسل الطبيعي في اليمن نشاطًا حيويًا لاستعادة التنمية الاقتصادية للبلد الذي أنهكته الحرب، حسب البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، الذي يقول إن 1.2 مليون مستعمرة للنحل المحلي تنتج سنويًا أكثر من 1,500 طن من العسل.

استمرار استخدام الحطب وقودًا للأفران في المدن اليمنية لصناعة الخبز، يهدد إنتاج العسل اليمني، حسب نبيل محمد العبسي، مدير عام إدارة النحل وإنتاج العسل بوزارة الزراعة والري في صنعاء.

ويقول عبدالعزيز الجنيد، مدير عام إدارة الثروة الحيوانية بوزارة الزراعة والري بصنعاء، "إنه ومن المؤكد أن احتطاب الأشجار بشكل عام، وأشجار السدر والسمر بشكل خاص، يؤثر سلبًا على إنتاج العسل".

ويضيف الجنيد أن "عملية الاحتطاب لها تأثير سلبي على البيئة بشكل عام، وعلى إنتاج العسل، وبشكل خاص أشجار السدر؛ كونها أهم مصدر للرحيق الخاص بعسل السدر المستحب والمرتفع ثمنه".

يقول دحدوح : "إن عملية الاحتطاب تقلل من كمية إنتاج العسل، بسبب قلة المراعي، لأن النحل عندما لا يجد الرحيق الذي يتغذى منه، فإنه يأكل العسل الذي صنعه".

ويضيف أنه يلاحظ نقص الإنتاج عندما يقوم بعملية قطع شبك أقراص العسل، "وأحيانًا نجد الشبك فاضية، وهنا نعرف الفرق بين المناطق التي فيها تقل عمليات الاحتطاب، والأخرى التي يكثر فيها الاحتطاب".

حسب العبسي، فإن إدارة إنتاج العسل في صنعاء استقبلت شكاوى النحالين وجمعية النحالين اليمنيين، بهذا الخصوص، وقامت الإدارة بإرسال توجيهات ورسائل إلى جميع الجهات المعنية والجهات الرسمية، ومنها وزارة الإدارة المحلية التي أبلغت فروعها في المحافظات، وكذلك مكاتب الزراعة والري بالمحافظات وجميع الجهات التي لها علاقة بذلك. يدرك دحدوح أن هناك تجريفًا للأشجار من خلال المكوث في نفس مواقع المراعي، فيلاحظ قلة الأشجار التي كانت موجودة بالعام السابق.

مراعي النحل في خطر

المناطق التي كانت غنية بأشجار السدر والسلام والسمر، هي مناطق عدة من الضباب ونقيل الإبل بمحافظة تعز، وكذلك العشة والقفلة وحرف سفيان بمحافظة عمران التي هي غنية بأشجار السمر والسلام أكثر من السدر، ومناطق في حجة والحديدة، حسب دحدوح.

يقول دحدوح: "عمليات الاحتطاب أثرت على الجانب المعيشي لي وزملائي النحالين، بخاصة ونحن نعول على محصولنا من العسل في هذه المناطق التي تنتشر فيها الأشجار المذكورة سابقًا".

وفي تقرير نشر 2019 على منصة العلوم والتنمية، نقلا عن عبدالله أبو الفتوح، مدير التنوع الحيوي والمحميات الطبيعية بالهيئة العامة لحماية البيئة، قوله: إن حاجة السكان للوقود في ظل نقص الغاز المنزلي، قد ضاعفت من الطلب على الحطب والفحم الخشبي.

ويقدر أبو الفتوح أن هناك أكثر من 860 ألف شجرة يتم قطعها سنويًا لسد حاجة أفران الخبز في صنعاء لوحدها، البالغ عددها تقريبًا 772 مخبزًا.

بدوره، يقول النحال ماجد علي بن علي الأبيض، من مديرية بعدان بمحافظة إب، : "نلاحظ عندما نقوم بنقل خلايا النحل بحثًا عن المراعي، وكذلك النزول في مناطق السدر، نجد أشجارًا مقطعة، ونرى على الطرقات أكوامًا كبيرة جدًا من الحطب لأشجار السدر".

ويضيف الأبيض: "إذا كنت في الطريق ستجد أسواقًا كبيرة بجانبي الطرق العامة من الحطب تعود لأشجار السدر والسلام والقرض والسمر".

ويتابع: "عندما تمشي بسيارتك في الخطوط العامة للتنقل بين المحافظات، ستجد بوابير ودينات وسيارات محملة بالحطب، وأغلبها تعود لأشجار السدر. عند دخولنا وديان السدر نجد أشجار السدر مقطعة بشكل كبير جدًا".

"المشاهد نت".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى