سلطة الأثَرَة

> شَمَخَت بأنفها ولم ترفِق بنا، كانت تقدر أن تخفِّف من هذا العناء، لكن لم تفعل، هي لا تؤثِر على نفسها ولو كانت ثريّة، بل تُريد أنْ نؤثِر نحنُ أهل الخصاصة والمسغبة.

السلطة في هذا البلد لا تُحبُّ "الإيثار" بل تهيمُ في "الأثَرَة".

ولا حتى قمح بولندا تفضّلت بإيصاله لفقراء البلاد، "شُحٌّ مُطاع"!

نحن الشعب نرتقب الفتح من الفتّاح، ولا فتحٌ من السلطة.

في بلدنا حكومة تهتم بنفسها وتنسى الشعب من حولها، وجدتُّ في القرآن وصفٌ ملخّص لهكذا حال "أهمّتهم أنفسهم".

سوف يصبر المواطن على شرِّ الحرب، وشرّ الغلاء، وشرّ "الملعنة"، لكن إلى أجَل. شكرًا لوارسو على مِنحَة الحَبوب ولا عزاء على حكومة تحيل أمر المواطن لتاجر جشع.

يقول الناس إنهم سيخوضون حِراكًا ضد الفساد والصفقات المشبوهة، وسيكشفون وسيفضحون، حتى يخلصون إلى اللَّبَن الصريح تحت الرغوة.

في اليوم العالمي للقهوة احتلت شجرة القات في هذا البلد مكان شجرة البُن، والسلطة تنظر وتراقب، لأن أصحابها" الشرعيين" مولعون بأغصان القات باهظة الثمن. ثَمّ دواوين مَقيل "خمسة نجوم" لعقد صفقات الويل وقصص المقاولين الجُدد، وعَدّ الفوائد والأرباح مع المقرّبين وأولي النَّعمة. يا مَن تحبُّون الأثَرَة نُكِبَ البرامكة وهم أهل الأُبَّهة والتَّرَف، بينما كانوا في الحرير يرفلون وعلى الدِّيباج يزحفون والأيام دُوَل.

هذا المصابُ وإلّا غيرهُ جَلَلُ

وهكذا تُمحَقُ الأيّام والــدُّوَلُ

شتّان بين الأثَرَة والإيثار..

قيل ليحي بن خالد البرمكي:

أرأيت هذه النكبة، هل تدري ما سببُها؟قال: لعلّها دعوةُ مظلوم، سَرَت في ظلام الليل ونحنُ غافلون.

لو تنتبه سلطة الشرعية لتحسين وضعها في مفاوضات الحل النهائي، أحسن لها من تحسين جيوب أصحاب الأثَرَة، الذين ما شبِعوا منذ 9 سنين.

نحنُ نعطي ولاءنا لسلطة البلد التي تعمل لاستعادة الدولة، وليس للراكنين على مال الشقيق والصديق، من أهل الأثَرَة.

لتُخبِرنا الحكومة أنها تنازلت من أجل السلام مرّات كثيرة، حسنًا، فلتتنازل مرّة واحدة بشيءٍ من أموال المترفين الشرعيين، لصالح فقراء البلد الذين لا يسألون الناس إلحافًا.

لو تؤثِرونا مرةً على أنفسكم، وقد آثرتم الحوثي مرّات، فتحتم له الموانئ والمطارات وكيس الرواتب، أقلّ شيء ارحموا أهل تهامة، فلقد أشفقنا على الحسن الطاهر وهو يستصرخ فيكم "الحَميّة".

دعكم من الجنوب فهو بصيرٌ بأرضه وشعبه، ولهُ قيادة تُقرِّر وتحكم.. ارْعووا!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى