غلطة من أول السطر

> سألني صديقي عن حكاية الحسناوات اللواتي يرسلن رسائل التعارف عن طريق الفيسبوك .. هل هي مضرة لجهازك، أي هل هي فايروسات تحاول اختراق الجهاز لنبش الأسرار والملفات الفاسدة، أم أنها مكيدة، القصد منها الأذى ولا شيء غير الأذى؟

هكذا فهمت السؤال ولعلني تمكنت من فهم حرصه على أنه لم يتعرض قط لمكيدة أودت بجهازه إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم .

ما علينا... بعد الصلاة على النبي يا صديق عيني خذ بنصيحتي على السجية و ما تكونش تسأل أسئلة صعبة، وخاصة لما يكون السؤال متأخرًا، وتكون الإجابة أصعب منه، نتيجة لتأخر حالة الجهاز ودخوله مرحلة الموت البطيء.

ولأن جهازي الملعون يعشق حاجة اسمها فايروس فقد تعودت على عدم غسله من وساخة بعض المعرفات، إسوة بشارعي الذي تمر عبره سيول بيارات شارع أروى لتغسله بالطول والعرض.

القصة وما فيها هي أنني قمت ليلة البارحة بشتم أحد السادة من أولياء اللات الصالحين وعلى الهواء مباشرة، فقد عاقبني الرب بهدية أرسلت جهازي إلى الجحيم. الحسبنة في حالات كتلك قد لا تؤتي ثمارها بين ليلة وضحاها، لطالما وأنا ممن لا يلتزمون بترك مفسدة الفيس بوك، ناهيكم عن إدماني على سماع الأغاني الهابطة.

وربما قد يحتاج الأمر مني إلى توبة نصوح معتبرة للوقوف أمام نفسي الأمارة بالسوء، للامتناع عن كل المفاسد ما ظهر منها وما بطن، كل هذا لفك العين والحسد عن جهازي وطرد الأشرار الكفار الأبالسة، الذين اخترعوا المكيف والسيارة والجوال وأشياء تافهة، ما لأمها لزمة ونكبوا عفش كمبيوتري.

لسوء حظي الليلة أن الكهرباء أيضًا مقطوعة لإجراء بعض الترميمات التي طرأت على مولد كهرباء العمارة، ولأن يوم (امربوع) المبارك هو يوم تعاستي الأسبوعية، تضامنًا مع أهلنا في البيضاء، فقد ألغيت كل زياراتي ومواعيدي للبقاء في البيت تحسبًا لأي مصيبة والعياذ بالله.

صلوا من أجل جهازي، أما معاناتي مع الكهرباء فقد أفسدت أشياء كثيرة كنت أنوي فعلها، خلافًا لما خطط له، ولإنجاز بعض المهام الاجتماعية الخاصة، لكنها المشيئة التي منعتني من أدائها، لألتزم البيت بعيدًا عن صفحتي في الفيسبوك، ربما من باب كف الأذى والتوفير من السيئات إلى حين فسبكة.

أشكر القدر خيره وشره أنه ساعدني في تسجيل لحظات حنقي وخسارتي، لرفيق دربي وأقرب الناس لأصابعي وعيني وعويناتي، وليعذرني كل من تركته يصارع رابط الفايروس اللعين رغمًا عني.

سامحك الله يا من كنت السبب!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى